وجد رئيس مقاطعة «السواني» بمدينة طنجة، أحمد الغرابي، نفسه محاصرا بعشرات «الباعة على الرصيف» الذين يحتلون الملك العمومي في منطقة «كسبرطا»، بحر الأسبوع الماضي، حيث حاول المحتجون اقتحام مقر المقاطعة والهجوم على الرئيس وأحد نوابه، قبل أن يعترضهم حراس الأمن الخاص، والأعوان الموظفون، الذين حالوا دون تطور حالة الاحتقان إلى ما لا تحمد عقباه. وقال رئيس مقاطعة السواني، أحمد الغرابي، في تصريح ل «أخبار اليوم»، إن المهاجمين حاصروه ونوابه داخل مقر المقاطعة، لمدة أزيد من ساعة، ورفعوا ضدهم شعارات «معادية»، وهددوا نائبه سعيد أهروش بمسه في سلامته الجسدية، كما أحدثوا فوضى في مدخل بناية المقاطعة، وتسببوا في إرباك سيرها العادي واستقبال المرتفقين. واتهم الغرابي في معرض تصريحه، مستشارا من حزب الأصالة والمعاصرة يدعى رضوان الزين، بتجييش «الباعة المتجولين» ضده، حيث أكد أنه يتوفر على تسجيل مصور يوثق عملية تحريض المستشار الجماعي المذكور لنفس الأشخاص المحتجين، وذلك خلال لقاء جمعه بهم قبل يومين من الواقعة. وطالب الغرابي والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد مهيدية، بالتحقيق فيما سماه «مظاهر البلطجة» التي يجيشها مستشار جماعي في نفس المجلس الذي يرأسه، ودعا السلطات الوصية إلى تحديد المسؤولية في تلك الأحداث التي وصفها «بالخطيرة»، وترتيب الإجراءات المناسبة في حق المتلاعبين ب «مشروع ملكي»، يتم استغلاله انتخابيا، في إشارة إلى مشروع المركز التجاري بمنطقة «كسبرطا»، والذي يعرف بعض التعثر في انطلاقته إلى غاية اليوم، نتيجة خلافات حادة بين أصحاب المحلات التجارية، والباعة على الرصيف. وحذر رئيس مقاطعة السواني الذي كلفه عمدة طنجة البشير العبدلاوي، مؤخرا، بتدبير المرفق التجاري «كسبرطا»، لكونه يقع في المجال الترابي للمقاطعة التي يرأسها أحمد الغرابي، (حذر) من أن استغلال أوضاع الباعة المتجولين والدفع بهم إلى واجهة الحسابات السياسية، فيه مقامرة بالسلم الاجتماعي. وتعود بوادر الاحتقان في سوق كسبرطا، أساسا، إلى تأخر الاتفاق على صيغة لترحيل الباعة المتجولين إلى سوق نموذجي محدث في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بدعوى أن مساحة السوق لن تستوعب جميع المزاولين للتجارة غير المهيكلة بمحيط سوق كسبرطا، وأيضا بسبب تلاعبات في تسجيل أسماء المستفيدين. ويعد تدبير هذا الكيان التجاري الأكبر في مدينة طنجة، أصعب امتحان واجه جميع الولاة المتعاقبين على تدبير شؤون ولاية الجهة في السنوات الأخيرة، ومنذ تقلد الوالي محمد امهيدية منصبه، عقد عدة اجتماعات مع المنتخبين وممثلي التجار بهدف إيجاد صيغة متوافق عليها، لترحيل الباعة المتجولين، وتجميعهم في سوق نموذجي، ومن جهة أخرى إقناع أصحاب المحلات بالإفراغ الطوعي والانتقال إلى مكان مؤقت قصد هدم السوق القديم، وتشييد مجمع تجاري بمواصفات عصرية، لكن بعد عدة اجتماعات ولقاءات ما تزال المفاوضات حول كيفية تدبير المرحلة الانتقالية عالقة بين مختلف الأطراف المعنية.