نفت إدارة السجن المحلي طنجة 2 أن يكون المعتقل ربعي الأبلق، المعتقل على خلفية حراك الريف، قد دخل في إضراب عن الطعام، فيما قال مقربون منه إنه بلغ أمس الجمعة 43 يوما، معتبرة أن ما نشر عن ذلك “أكاذيب لخدمة أجندة خاصة”. وقالت الإدارة نفسها في بيان توضيحي، اليوم السبت، إن الأبلق “لم يسبق له أن تقدم لها بأي إشعار بالدخول في إضراب عن الطعام” ، مضيفة “أن النشاط اليومي للسجين المذكور يؤكد أن حالته الصحية عادية”. وأضافت بأن “السجين المذكور لم يسبق له أن تقدم لها بأي إشعار بالدخول في إضراب عن الطعام، وأنه لم يسبق له أن رفض استلام أية وجبة من الوجبات الغذائية المقدمة له، كما أنه يرفض الخضوع لعملية قياس المؤشرات الحيوية من طرف طبيب المؤسسة”. وأضافت أن “النشاط اليومي للسجين المذكور يؤكد أن حالته الصحية عادية، حيث إنه ينتقل يوميا من غرفته إلى ساحة الفسحة التي تبعد بحوالي 30 مترا، كما أنه يمارس مجموعة من الأنشطة رفقة السجناء الذين يشاطرونه الغرفة، دون أن تظهر عليه أي من علامات التعب أو الإرهاق أو فقدان التركيز المصاحبة عادة للإضراب عن الطعام”. واعتبرت إدارة السجن “أن جهات خارج السجن تقوم بالترويج لمجموعة من الأكاذيب من أجل تضليل الرأي العام، من خلال ادعاء أن حالة السجين المعني حرجة جراء خوضه لإضراب عن الطعام، وذلك خدمة لأجندات خاصة لا علاقة لها بظروف اعتقال الفئة التي ينتمي إليها السجين المذكور”. وكان عدد من الحقوقيين قد حذروا من خطورة وتدهور الوضع الصحي لربيع الأبلق بعد بلوغه أمس الجمعة 43 يوما من الإضراب عن الطعام. وقال الحقوقي خالد البكاري، إن “محاولات عائلة وأصدقاء وهيئة دفاع ربيع الأبلق لثنيه عن رفعه لإضرابه عن الطعام قد باءت بالفشل”. وأضاف البكاري، في تدوينة له، بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، إن " حالة ربيع الصحية غير مطمئنة بتاتا”، مضيفا “أتحدث عن اطلاع وقرب وتتبع لوضعه". وحذر البكاري في تدوينة له أن “ربيع الأبلق وصل إلى وضع صحي خطير، مما يوجب على الجميع العمل من أجل إنقاذه مما لا تحمد عقباه”، مشيرا إلى أن “إضراب ربيع الأبلق عن الطعام هذه المرة لا يشبه الإضرابات السابقة، "إنه إضراب اللاعودة، إضراب بمعادلة لا تقبل عنده أنصاف الحلول". وقال الناشط الحقوقي إن التكتل من أجل إنقاذ حياة ربيع الأبلق لن يفيد إلا إذا وضعت له أفق لتحسين شروط الاعتقال، مشددا على أن ” استمرار تجاهل إضراب ربيع الأبلق من طرف المسؤولين رعونة حقيقية، واستمرار اعتقاله ورفاقه وكل معتقلي الرأي جريمة”. ومن جانبها، كشفت الناشطة الحقوقية سارة سوجار أن “قوى ربيع الأبلق تنهار وأنه لا يقوى حتى على الجدل حول إيقاف الإضراب من دونه”. وفي السياق ذاته، قالت سارة سوجار في تدوينة، اليوم الجمعة، بحسابها على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك” إن “ربيع مقتنع تماما بأن جسده هو الوحيد القادر أن يدافع عن براءته، وأنه مقتنع بأن تضحياته ستساهم في الإفراج عن رفاقه”. وأضافت سوجار أن “ربيع ليس غبيا ولا عدميا، ولكنه يظن أن كل الآليات التي تبعث الأمل في هذا الملف انتهت، ولم يعد إلا الجوع أمامه كسلاح يدافع به عن نفسه وعن رفاقه”. وفي سياق متصل، قال عبد اللطيف الأبلق، شقيق المعتقل ربيع الأبلق، في حديث سابق مع ل"اليوم24″ إنه "بالنظر إلى طول مدة الإضراب، الذي تجاوز 40 يوما، لا يستبعد أن تزداد وضعية ربيع الابلق الصحية سوءا، خصوصا أنه لم يتصل به”. وقال شقيق ربيع الأبلق إن “أسرته قلقة بشأن الوضعية الصحية لشقيقه، إذ لا تعرف كيف تطمئن عليه، لاسيما والدته، على الرغم من أنها لا تعلم مدة الإضراب، التي تجاوزت 40 يوما". ويذكر أن ربيع الأبلق خاض إضرابات عن الطعام متواصلة، ومباشرة بعد صدور حكم ضده ب5 سنوات سجنا نافذا، أصر على استمرار خوضه احتجاجا على الحكم. وأكد شقيق الأبلق، أن "ربيع كاد أن يفقد حياته بسبب هذه الإضرابات المتتالية".