أقدم رئيس مجموعة جماعات التعاون بإقليمشفشاون، حميد المودن، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، على تقديم استقالة مكتوبة إلى السلطات الوصية، صباح أول أمس الأربعاء، بمكتب الضبط في عمالة شفشاون، وذلك إثر صراعات سياسية مع حلفائه في الأغلبية المسيرة، المشكلة من أحزاب الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية. وعلمت «أخبار اليوم» من مصادر محلية حسنة الاطلاع، أن الأسباب الحقيقية التي دفعت القيادي البامي في إقليمشفشاون إلى الاستقالة، والذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس جماعة أونان، التابعة لدائرة «باب برد»، تتمثل في تشديد الخناق عليه عبر إفشال انعقاد دورة أكتوبر بعد تعمد غالبية الأعضاء التغيب عن حضور أشغالها، حيث لم يحضر في الجلسة الثالثة يوم الأربعاء الماضي، سوى خمسة أعضاء إضافة إلى الرئيس نفسه من أصل 27 عضوا. وتطورت الخلافات السياسية بين حلفاء الأغلبية، بعدما تحالف ضده مستشارو حزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، حيث أقدموا على تقديم استقالة جماعية يوم الاثنين الماضي الموافق ل 15 أكتوبر، إثر اجتماع مغلق جمعهم في فيلا أحد النواب البرلمانيين بإقليمتطوان، ثم أعقبوها بخطوة المقاطعة الجماعية للدورة العادية لشهر أكتوبر التي كانت مخصصة لمناقشة ميزانية السنة المقبلة. وأشارت المصادر نفسها، أن خطوة الاستقالة الجماعية للأعضاء ال 22 دفعة واحدة، من تركيبة مجلس مجموعة جماعات التعاون، جعلت الرئيس المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة يشعر بأنه يتعرض ل «خطة مدبرة» من أجل شل استمرارية على رأس مجلس مجموعة التعاون، والتي تتولى حسب القانون التنظيمي صلاحية تدبير أسطول الآليات والعتاد والفرق الميكانيكية، والتي تتدخل لفك العزلة عن المناطق النائية وإزالة الثلوج، والتدخل عند وقوع الفيضانات خلال فصل الشتاء. من جهة أخرى، كشف مصدر جماعي تحدثت إليهم «أخبار اليوم»، أن قرار استقالة حميد المودن من رئاسة مجموعة جماعات «التعاون»، يأتي بعد إثارة ملفات تزعم أن مرحلة التسيير اعترتها شبهة «اختلالات» و»سوء التسيير»، بهدف الضغط عليه ومحاولة عزله سياسيا عن حلفائه، مشيرة إلى أن المعني بالأمر سرعان ما رفع الراية ولم يقو على المقاومة. لكن منتخبين عن حزب الأصالة والمعاصرة، يقدمون رواية أخرى، مفادها أن أعضاء الأحزاب المشاركة في تحالف الأغلبية المسيرة، تقوم ب «حرب بالوكالة»، في إطار تصفية حسابات يقودها عامل الإقليم محمد العلمي ودان، ضد منتخبي البام الذين دخلوا معه في شنآن ثنائي خلال اجتماع جمع العامل بالمنتخبين قبل نحو شهر ونصف، وكال لهم التقريع متهما إياهم بالتخاذل عن خدمة الساكنة، قبل أن يتصدى له البرلماني توفيق الميموني، ثم انسحب إلى جانب منتخبي الأصالة والمعاصرة. وكشفت المصادر نفسها، أن الأخبار القادمة من بين دهاليز مقر عمالة إقليمشفشاون، تفيد بأن المستهدف المقبل من خطة تصفية منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة، سيكون هو المعتصم أمغوز الكاتب الجهوي لشبيبة البام، حيث يتهم الباميون عامل شفشاون الذي كان قياديا في حزب التجمع الوطني للأحرار، عندما كان مديرا جهويا لوزارة الفلاحة بجهة طنجة، بتهييئ خارطة انتخابية مقبلة، مفصلة على مقاس حزب الحمامة كبديل لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يهيمن على غالبية مجالس إقليمشفشاون من أصل 27 جماعة.