وسط ترقب كبير، وطني ودولي، ودعوات للاحتجاج، ينتظر أن تسدل هيأة المحكمة الابتدائية بالرباط الستار، على قضية الصحافية هاجر الريسوني ومن معها، اليوم الإثنين، وهو موعد النطق بالحكم الابتدائي في هذا الملف. وتأتي جلسة اليوم، بعد جلسة ماراتونية، ترافع فيها دفاع هاجر الريسوني لإثبات براءتها من التهم المنسوبة إليها، هي وخطيبها السوداني رفعت الآمين والطبيب ومساعد التخدير والكاتبة. الجلسة السابقة في ملف هاجر، شهدت كذلك مرافعة بتحقيق علمي، قدمته المحامية مريم مولاي رشيد، محامية طبيب هاجر، جمال بلقزيز، حيث أثبتت فيه أن نسبة الهرمونات "BTHCG" المسجلة في دم هاجر لحظة عرضها على الطبيب هي 13585.9، مؤكدة أن الطبيب منح بذلك لكل من الطبيب وباقي المتهمين دليل براءتهم من حيث لا يدري، مستندة على رأي مختبر مختص، أكد أن هذه النسبة للهرمون في الدم، تثبت أنها ليست لامرأة قامت بالإجهاض. ما أكدته المحامية مريم مولاي رشيد، بخصوص عدم إجراء هاجر للاجهاض يوم السبت 31 غشت، تاريخ اعتقالها، جاء منسجما مع جواب هاجر نفسها أمام المحكمة، كما أنه كان منسجما مع شهادات باقي المتهمين، الطبيب والمخدر والكاتبة، وخطيب هاجر. ورغم أن قضية هاجر الريسوني عمرها شهر واحد، منذ يوم إيقاف هاجر ومن معها إلى اليوم، يوم النطق بالحكم، إلا أنها باتت قضية بأبعاد دولية، حيث دخلت جل المنظمات الحقوقية الدولية على الخط، مطالبة بإطلاق سراح كل المتابعين في هذه القضية. لم يقتصر إشعاع القضية على المنظمات الحقوقية الدولية، بل وصل إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشكاية عاجلة وضعت على طاولة خمسة مقررين أمميين خاصين، للتدخل من أجل إنصاف هاجر، وهي الشكاية التي ينتظر أن يبث فيها القررون الأمميون في الأيام القليلة المقبلة. وخلال الأيام الأخيرة التي سبقت النطق بالحكم الابتدائي في قضية هاجر الريسوني، وصلت القضية إلى كبريات الصحف العلمية، “لوموند” و”النيويورك تايمز”، في الوقت الذي ربطت أقوى الصحف العلمية، بين متابعة هاجر الريسوني، ومهنتها كصحافية في يومية “أخبار اليوم”، وهي اليومية التي تصفها منظمة “مراسلون بلا حدود” وصحف عالمية، بأنها آخر المنابر المستقلة في المغرب.