نشر موقع “ألف بوست” المغربي المختص في التحليلات السياسية، افتتاحية مساء أمس الثلاثاء، قال فيها إنّ ما يحدث الآن في قضية الصحافية المغربية هاجر الريسوني التي جرى اعتقالها رفقة آخرين، هوَ ملف سيدخل تاريخ القضاء من بابه الواسع. واستهلت الافتتاحية بالشق العام والسياق الدولي الحقوقي، مشيرة إلى أنّ الدول تتوفر على ترسانة قانونية قد تشترك في الكثير من القواسم بحكم انتماء هذه الدول إلى المنتظم الدولي وقد تختلف في التأويل، ولكنها لا تختلف عندما تصبح المعرفة العلمية هي المحدد في قضية ما، في إشارة إلى “قضية الزميلة هاجر الريسوني”. وأورد المصدر ذاته أن القضاء المغربي يُوجد اليوم أمام امتحان صعب في ملف الصحافية هاجر الريسوني والحقوقي السوداني رفعت والطبيب بلقزيز المتهم بالإجهاض. إذ اتهمت تقارير الشرطة والنيابة العامة الطبيب بممارسة الإجهاض، وجرى إخضاع الريسوني قسرا لعملية فحص تعتبر بمثابة تعذيب. وكانت المفاجأة هي قيام محامية الطبيب مريم مولاي رشيد بتقديم معطيات علمية الى المحكمة تؤكد استحالة واستحالة ثم واستحالة حدوث عملية الإجهاض. وكشف “ألف بوست” معطيات علمية دقيقة تتعلق بالبراهن العلمية، وقال في هذا الصدد إن المحامية تؤكد، أن شهادة الطبيب الذي لجأت إليه الشرطة والنيابة العامة تبرز أن نسبة الهرمونات "BTHCG" المسجلة في دم هاجر لحظة عرضها عليه هي 13585.9، مؤكدةً أنه منح بذلك لكل من الطبيب وباقي المتهمين دليل براءتهم من حيث لا يدري. وتابعت مستندة إلى المعطيات العلمية بأن معطيات من منظمة الصحة العالمية تؤكد أن نسب ارتفاع الهرمونات المذكورة في دم إمرأة حامل في الأسبوع الثامن (حسب الشرطة) تكون في أعلى نسبها من باقي فترات الحمل طيلة التسعة أشهر والعادي هي نسبة 90 ألف، أما الحد الأدنى فهو 30 ألف، بينما المسجل عند هاجر 13585.9 ألف، وبالتالي فإنها لحظة كانت في العيادة لم تكن حاملاً لأن هذه النسبة جد متدنية، ومنه فإن الطبيب لم يقم بالإجهاض. وختم المصدر ذاته، أنّ محاضر الشرطة والنيابة العامة ذهبت إلى تأكيد الإجهاض وشنت بعض وسائل الاعلام حملة تشنيع ومحاكمة موازية لهاجر الريسوني، والآن يأتي العلم ليدحض النيابة العامة والشرطة وصحافة التشهير. مؤكدا أنه “لا يمكن للنيابة العامة تحدي العلم، ولا يمكن للقضاء إغفال هذا الاعتداء الصارخ سوى في حالة تطبيق منطق "اللامنطق"، وهو أمر ليس بالغريب على بلد من شعاراته "إذا كنت في المغرب فلا تستغرب". بحسب نص الافتتاحية.