عاد موضوع النقل الحضري عبر الحافلات، في العاصمة الدارالبيضاء، إلى الواجهة من جديد، خصوصا لدى أعضاء فدرالية اليسار الديمقراطي، في الدارالبيضاء؛ حيث دعا مصطفى الشناوي البرلماني عن فدرالية اليسار الديمقراطي، أعضاء هذه الأخيرة، أمس الأحد، إلى "برنامج نضالي ميداني، وتعبوي، وتواصلي مع سكان الدارالبيضاء"، حول ما أسماه “شبح أزمة نقل خانقة تطل على المدينة”. ويستعد أعضاء فدرالية اليسار في الدارالبيضاء إلى عقد اجتماع تنسيقي حول هذه الخطوة، اليوم الاثنين. ويأتي هذا التحرك بسبب ما اعتبره الشناوي في تدوينة له، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، ب”عبث، ومماطلة، وسوء التدبير، الذي يتعامل به منتخبو مدينة الدارالبيضاء مع ملف النقل الحضري عبر الحافلات”. وسبق أن دقت فيدرالية اليسار الديمقراطي ناقوس الخطر، في شهر يوليوز الماضي، بخصوص مستقبل النقل العمومي في العاصمة الاقتصادية، منبهة إلى “غياب أي رؤية بعيدة المدى للسلطات العمومية تجاه النقل الحضري”، وذلك عبر دراسة تقنية، أعدها أعضاء فيدرالية اليسار. وشددت فيدرالية اليسار الديمقراطي على أن “مخططات الدولة يغيب فيها البعد الاجتماعي، والنقل مثال مُصغر على ذلك”. وأوضح المصدر ذاته، أن وضعية النقل العمومي في المدينة “تتداخل فيها العديد من الأبعاد؛ في مقدمتها تبذير المال العام، وغياب الشفافية، وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، ثم الارتجال في تدبير شؤون المدينة بشكل عام، بفعل انعدام الرؤية الواضحة”. وعلاقة بالموضوع ذاته، علم "اليوم24" أن شركة "ألزا" للنقل الحضري تتفاوض، خلال الأيام الأخيرة، مع مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" لتدبير قطاع النقل في المدينة والنواحي. وأفادت مصادر "اليوم24″، أنه بعد انسحاب الشركات، التي كانت تنافس شركة "ألزا" على صفقة قطاع النقل في الدارالبيضاء والنواحي، ظلت "ألزا" الوحيدة، التي ترغب في دخول غمار هذا القطاع الحيوي في أكبر المدن المغربية، خصوصا بعد أن فازت بصفقة النقل الحضري في العاصمة المغربية الرباط، ومدينتي سلا، وتمارة. وأوضح المصادر ذاته أن شركة "ألزا" تفاوض مؤسسة التعاون بين جماعات "الدارالبيضاء"، المكلفة بقطاع النقل في المدينة، ونواحيها، حول العقد الذي سيتم إعلانه في الأيام المقبلة. يذكر أن شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للنقل" تستعد لاقتناء حافلات ذات خدمات المستوى العالي (BHNS)، بعدما أطلقت الشركة المذكورة، خلال غشت الماضي، طلب عروض لاقتنائها، إذ سيتم، في الثامن من شهر أكتوبر المقبل، فتح الأظرف، وإعلان الشركة نائلة الصفقة، التي ستعمل على توفير الحافلات، وفق ما ينص عليه دفتر التحملات. ولم يتبق من الوقت ل"مدينة بيس"، المفوض لها تدبير القطاع، سوى ثلاثة أشهر قبل أن ينتهي العقد، الذي يجمعها بمجلس المدينة في أواخر عام 2019، علما أنها تُشغل نحو 4 آلاف مستخدم.