بمشاركة 64 فنانة ومجموعة فنية، ينتمون إلى 27 جنسية مختلفة، انطلقت الثلاثاء بالعاصمة الرباط، أول دورة من المعرض الدولي “البينالي”، من تنظيم المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي تقيمه تحت عنوان "لحظة قبل الكون"، وهي التظاهرة التي يراد منها أن تكون فضاء للحرية وتفاعلا بين المتأمل والعمل الفني. وستتواصل ما بين الرابع والعشرين من شتنبر الجاري إلى غاية الثامن عشر من دجنبر المقبل. البينالي، الذي يشهد مشاركات فنية متنوعة من دول مختلفة، مخصصة للنساء الفنانات في تخصصات متعددة، بما في ذلك الفن التشكيلي، والرسم، والنحت، والسينما والهندسة المعمارية، سيشهد تكريم كوكب الشرق أم كلثوم، حيث سيتم عرض حفلها الأسطوري الذي احتضنته الرباط سنة 1968 كديباجة للمعرض. وتهدف الدورة الأولى من البينالي إلى المساهمة في إعادة تعريف الفن وأنماطه، وفتح حوار حول راهنية الإبداع، وأهمية دراسة الأسباب واللحظات الحاسمة والمؤثرة التي تدفع الفنانين إلى الإبداع للإسهام في صياغة التاريخ. التظاهرة الفنية التي تشهدها العاصمة تمثل حسب منظميها دعوة مفتوحة للجمهور نحو فضاءات مفتوحة، وللحوار، وللاستماع، وللتأمل، وللتفكير، وكذا تقديرا للقيم النبيلة من قبيل الانفتاح والتسامح والمساواة. رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، بمناسب افتتاح التظاهرة، قال في تصريحات للصحافة: “إن البينالي يعكس إرادة الملك محمد السادس الرامية إلى إعطاء زخم جديد للفن التشكيلي ولمدينة الرباط، مدينة الأنوار، عاصمة الثقافة وتراث عالمي لليونسيكو”. وأضاف قطبي أنه "بفضل برمجة البينالي الغنية ومتعددة الجوانب، تتحول الرباط إلى معرض في الهواء الطلق، جدير بوجهها الجديد، وبروحه، وبتاريخها، وبساكنتها وكذلك بزوارها". وتحدث قطبي عن أهم التظاهرات الفنية والمعارض التي تحتضنها العاصمة، ولاسيما معارض غويا وبيكاسو وماتيس ورونوار وفان غوغ وجياكوميتي، وكذلك أبرز الأسماء المغربية، من قبيل الشرقاوي، والشعيبية والكلاوي، ومدرسة تطوان، وقريبا بلامين. من جهته، قال وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، عبد الإله عفيفي،: “إن هذه التظاهرة المتميزة، التي تساهم في تكريس إشعاع الرباط كمدينة للأنوار وعاصمة المغرب الثقافية، تعد ثمرة شراكة مؤسساتية بين صاحبة المبادرة المؤسسة الوطنية للمتاحف ووزارة الثقافة والاتصال، وذلك وفق منطق يسعى إلى تحقيق الجودة مع الاقتصاد في الوسائل". وأضاف المتحدث نفسه، أن "أبرز الفضاءات الثقافية بالرباط ستكون منصات لفعل ثقافي دولي يمتاز بالجودة والتنوع"، مبرزا أن "إعادة تفكير الجمال وفق رؤية شاملة وإدماجية وإعادة كتابة تاريخ الفن بصيغة المؤنث، من خلال اكتشاف الإبداع النسائي للمعاصر، سيكون إضافة نوعية الجهود النهضة الفنية المنشود". من جهته، المندوب العام ومصمم بينالي الرباط، عبد القادر دماني، صرح أن هذه التظاهرة الثقافية ستعالج موضوعين أساسيين هما تجاوز الحدود الجغرافية في الفن، وتكريم المرأة من خلال تمثيلية أوسع، موضحا أن هذا المعرض يرفض الحدود الجغرافية، موضحا أنه "لن يكون هناك بينالي متوسطي، أو بينالي عربي أو إفريقي، بل فقط بينالي". واعتبر أن الرباط هي مدينة متميزة، لاسيما من حيث هندستها المعمارية وتنظيمها، مضيفا أنها تتوفر على هذه الإمكانية للسفر عبر الزمان، "حيث أن متحف الرباط يحيل على القرن ال21، وقصبة الوداية إلى القرن ال17، وبرج روتنبورغ إلى نهاية القرن ال19 وبداية القرن ال20".