عاد التوتر من جديد إلى علاقة أنصاري حميد شباط القيادي النقابي والأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حيث يواجه النعم ميارة الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين، حكما نهائيا صدر مؤخرا عن محاكم فاس، يأمر بإفراغ النقابة من مقرها الجهوي، لفائدة مالكه المحكوم له، والذي لم يكن سوى اليد اليمنى لشباط والكاتب الإقليمي السابق لنقابة الاستقلاليين، عبد العزيز العزابي. وكشف مصدر قريب من الموضوع ل»أخبار اليوم»، أن قاضي تنفيذ الأحكام منح لمسؤولي نقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، مهلة لإفراغ البناية الموجودة بشارع المقاومة والقريبة من ساحة «لافياط» بوسط مدينة فاس، قبل اللجوء في حال الامتناع إلى استعمال القوة العمومية لتنفيذ الحكم بالإفراغ، وذلك على الشاكلة التي تم بها إفراغ المقر المركزي لنقابة الاستقلاليين بالدار البيضاء، في يوليوز 2017، من شباط و أنصاره، تنفيذا لحكم قضائي حصل عليه أنصار النعم ميارة عقب وصوله إلى قيادة سفينة الاتحاد العام للشغالين. من جهته، علق الكاتب الإقليمي لنقابة الUGTM بفاس، إدريس أبلهاض، في تصريح خص به «أخبار اليوم»، أن حكم الإفراغ الصادر استئنافيا عن المحكمة، صدر في حقي كشخص وليس بصفتي النقابية، مشددا على أن دفاعه باشر لدى الجهات المعنية بهذا الحكم القضائي، مساطر تخص صعوبة التنفيذ، لأن البناية مخصصة كمقر للنقابة، يلجها وينشط بها نقابيا وتنظيميا، عدد من نقابيي قطاعات العمال بالقطاعين العمومي والخاص، والحال أن حكم الإفراغ صدر في مواجهة إدريس أبلهاض كشخص متهم باحتلال البناية، وهو ما ينفيه الواقع القائم، يقول الكاتب الإقليمي لنقابة الUGTM بفاس. وأضاف ذات المسؤول النقابي، المحكوم عليه بالإفراغ، أن مقر الاتحاد العام للشغالين بفاس، والذي تم اقتناؤه في الثمانينيات من القرن الماضي، بأموال النقابة والتي وضعت حينها شيكا بمبلغ 30 مليون سنتيم، وأضيفت إليه تبرعات ومساهمات العمال، حيث سجل بعد شرائه في اسم القيادي النقابي محمد تيتنا العلوي، قبل أن يلجأ حميد شباط عقب سقوطه من قيادة حزب الاستقلال والنقابة، يردف إدريس أبلهاض، إلى الاتصال بعائلة المرحوم تيتنا العلوي المتوفى نهاية غشت 2012، وأقنعهم بإعادة ملكية مقر النقابة في شكل عملية بيع وشراء بين الورثة وحليفه الكاتب الإقليمي السابق للنقابة بفاس عبد العزيز العزابي، مما مكن هذا الأخير بعد طرده وأنصاره من المقر في أكتوبر 2017، من اللجوء إلى القضاء والحصول على قرار باستعادة العقار المسجل في اسمه في فضيحة، كما وصفها الكاتب الإقليمي للنقابة بفاس إدريس أبلهاض المحكوم عليه بالإفراغ، هزت نقابة الاستقلال وأعادت، كما قال، للواجهة المقرات التي اقتناها حزب الاستقلال ونقابته بعدد من المدن والقرى وسجلت في اسم أشخاص استولوا عليها فيما بعد، يُورد الكاتب الإقليمي لنقابة ميارة بفاس. هذا واتصلت «أخبار اليوم»، بالقيادي النقابي السابق، عبد العزيز العزابي، لأجل التعليق على التهم الموجهة له من قبل الكاتب الإقليمي الحالي لنقابة الاستقلاليين، بعد حصوله على حكم قضائي لفائدته قضى بإفراغ إدريس أبلهاض من مقر نقابة ميارة بفاس، غير أن هاتف العزابي ظل يرن بدون أي يرد، فيما أفاد للجريدة مصدر قريب منه، أن المحكمة أسست قرارها بطرد نقابيي نقابة ميارة من مقرها بفاس، لوجودهم في حكم المحتل لملك الغير، وذلك بناء على شهادة الملكية التي أدلى بها الكاتب الإقليمي السابق للنقابة، عبد العزيز العزابي، تثبت بأن البناية مسجلة في اسمه لدى المحافظة العقارية، وأنها ملك خاص به ولا علاقة له بالنقابة أو غيرها، يقول ذات المصدر. وأضاف أن المحكمة، وبعد اطلاعها على كل الوثائق، حكمت ابتدائيا واستئنافيا في هذه الدعوى المدنية الخاصة بنزاع حول عقار، بإفراغ البناية التي تتخذها نقابة ميارة مقرا لها بساحة «لافياط « بفاس، (إفراغها) بحسب منطوق الحكم، من محتوياتها ومن كل مقيم بها، وتسليم مفاتيح البناية لمالكه عبد العزيز العزابي، والذي حصل بموجب هذا الحكم على تعويض حددته في أزيد من 3 ملايين سنتيم، عن الفترة التي استغلت نقابة ميارة عقاره، تبتدئ من فاتح أكتوبر 2017، وهو اليوم الذي تزامن، يقول مصدر نقابي، مع المواجهات التي جرت بين أنصاري شباط وميارة انتهت بطرد أنصار شباط من مقر النقابة وإنهاء ولاية كاتبهم الإقليمي السابق عبد العزيز العزابي، قبل أن يظهر بعدها بأن المقر مسجل في الملكية الخاصة لهذا الأخير، تُورد مصادر الجريدة.