أدت الاضطرابات الجوية التي شهدتها إسبانيا، يومي الخميس والجمعة، إلى وفاة خمسة أشخاص، مع إجلاء أكثر من 3500 شخص من منازلهم، وإغلاق 74 طريقا، إضافة إلى تعليق الدراسة في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية، وذلك بعدة أقاليم وجهات خاصة جنوب شرق البلاد. وتسببت العواصف والأمطار القوية والغزيرة التي همت بالخصوص جهات ( فالنسيا وألميريا ومورسيا وأليكانتي ) في فيضان مجموعة من الأنهار خاصة نهر ( سيغورا ) ما تسبب في سيول وأضرار مادية جسيمة شملت المباني والمنشآت والطرقات والمنازل ولا تزال عملية تقييمها متواصلة . ورصدت الكامير جهود إنقاذ نفذتها طائرة مروحية لانتشال متضررين من تلك الفيضانات. فيما أجلت السلطات عددا كبيرا من المواطنين عن بيوتهم بعد أن حاصرتهم المياه التي أغرقت المنطقة حيث ارتفع منسوب نهر سيغورا الذي يجتاز مدينة مورسيا بسبب الأمطار الغزيرة. وسجلت مقاييس الأمطار التي تهاطلت على هذه الجهات والمناطق أرقاما قياسية حيث كشفت مصادر رسمية أن نسبة التساقطات المطرية التي تهاطلت خلال ساعات قليلة يومي الخميس والجمعة فاق في بعض الجهات كمية التساقطات التي تسجل خلال ثلاثة إلى خمسة أشهر . كما تسببت الرياح الهوجاء والعواصف التي صاحبت هذه الاضطرابات الجوية في إلغاء العديد من الرحلات الجوية أمس الجمعة بعد إغلاق مطاري ألميريا ومورسيا بينما تعطلت حركة القطارات وتم تعليق حركة السير على السكك الحديدية على عدة خطوط في جهتي فالنسيا ومورسيا لاسيما الخطوط التي تربط ألباسيطي وفالنسيا ومورسيا وقرطاخنة في حين ظلت المدارس في المناطق المتضررة من الفيضانات والعواصف الرعدية مغلقة . ورغم أن حصيلة هذه الاضطرابات الجوية وما نتج عنها من فيضانات وسيول تبقى ثقيلة فإنها ليست نهائية حيث تتوقع مصالح الأرصاد الجوية الإسبانية حدوث انخفاض في درجات الحرارة مع تهاطل أمطار غزيرة خلال الساعات القادمة بعدة مناطق بالجنوبب الشرقي من البلاد مع تساقط البرد وهبوب رياح قوية بينما يتوقع أن تتحسن الأحوال الجوية ابتداء من يوم غد الأحد . ولمواجهة هذا الوضع قررت الحكومة الإسبانية التي تعتبر أن ” الوضع كارثي ومأساوي ” نشر أكثر من 1500 من أفراد الجيش في جهتي أليكانتي ومورسيا لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين من هذه الفيضانات . كما قامت فرق الطوارئ والإنقاذ بتعبئة العشرات من المروحيات والمعدات والآليات والمركبات المتخصصة والقوارب المطاطية لمواجهة الفيضانات والسيول والتقليل من الأضرار الناتجة عنها في المناطق المنكوبة . وأكد وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا في ندوة صحفية عقدها في ختام اجتماع مجلس الوزراء أمس الجمعة أن إسبانيا مستعدة للتعامل مع حالات الطوارئ المتعلقة بالكوارث الطبيعية . وأوضح أن الإدارات والمؤسسات المعنية تتابع عن كثب تطور الأوضاع بمختلف المناطق والجهات التي مستها هذه الفيضانات كما اتخذت العديد من الإجراءات والتدبير من أجل مساعدة السكان وتقديم الدعم للمناطق المتضررة مشيرا إلى أن جميع إدارات الدولة ” تعمل بتنسيق وفعالية من أجل مواجهة حالات الطوارئ الناتجة عن هذه الاضطرابات الجوية ” .