في سابقة من نوعها، وجه عبد السلام بركة، سفير المغرب في السعودية، انتقادات شديدة اللهجة للصحفي الإسبانس إغناسيو سيمبريرو، مراسل جريدة إلباييس في المغرب العربي، عبر موقع فايسبوك، ليدخل الاثنان في ما يشبه الحرب الكلامية. وكان بركة قد قام بنشر تعليق عبر حائطه في موقع التواصل الاجتماعي، يتوجه فيه إلى الصحفي الإسباني "بكل صداقة واحترام وأمام العموم"، قائلا له أن المغرب لا يمكن أن يبقى مجرد "مقر لمتاجراته"، معتبرا أن مهنية الصحفي في تغطية الأخبار لجريدته تتحول إلى تضليل ومتاجرة بالأخبار عندما يتعلق الأمر بالمملكة. وأضاف السفير أن "الشر" الذي يبثه سيمبريرو في "العقول البريئة" للإسبان وحتى المغاربة، "لا يعد ولا يحصى، وليس من السهل العمل على تبديده"، مؤكدا أن " توجيه الإساءة هو أمر أصعب من محاربتها". ليختتم كلامه بدعوة الصحفي الإسباني إلى "التفكيرالعميق"، وإلى التحلي بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه التاريخ، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن "لشعبينا مصيرا مشتركا، وتوحدهم المصلحة والتاريخ ." من جهته، استنكر سيمبريرو عدم إشعار السفير المغربي و "صديقه القديم " له بما كتبه عنه، أو التوجه إليه مباشرة عبر حسابه الخاص، مستغربا علمه به عبر رواد آخرين لموقع التواصل الاجتماعي، حيث قام بالرد عليه بنفس الطريقة عبر حائطه في الفايسبوك، مطالبا السفير بتوضيحات وتفاصيل أكثر حول "الشر الذي يبثه" ، حتى يكون النقاش أكثر إغناء. ومؤكدا في نفس الوقت أن "المغرب محطة مهمة في عمله على تغطية الأخبار في المغرب العربي"، رغم اعترافه أن جريدته تنشر أخبار عنه أكثر من تلك التي تنشرها عن الجزائر. كما تحدث الصحفي الإسباني عن أنه رغم تركيزه على المغرب، إلا أن ذلك لا يعني "محاباته" للجزائر، مستشهدا بمقالاته عن مرض بوتفليقة، وروبورتاجاته عن المحتجزين بمخيمات تيندوف، مؤكدا في نفس الوقت أن ما يكتبه من أخبار عن المملكة ليس من وحي خياله لكون الصحافة المستقلة المغربية انطلاقا من جريدة "أخبار اليوم" تنشر حقائق كتلك التي يتحدث عنها، وأن عدم ورودها في وكالة الأنباء الرسمية لا يعني أنها كاذبة. واستغرب سيمبريرو في نهاية رده تصرف السفير المغربي، لكونه "سابقة من نوعها، فلم يقم سفير أي دولة تنتقد إلباييس حكوماتها أو رؤساءها بالتوجه مباشرة إلى الصحفيين"، مجددا دعوته للسفير المغربي بنقاش أكثر وضوحا، "بعيدا عن الاتهامات الفضفاضة التي وجهها إليه."