عادت حالات الاعتداءات على الأساتذة والأطر الإدارية للمؤسسات التعليمية، إلى الواجهة مع الدخول المدرسي الجديد لهذه السنة، حيث اهتزت مدينة فاس يوم أول أمس السبت، على حادث اعتداء جديد، راحت ضحيته مديرة ثانوية إعدادية قاسم أمين التأهيلية، والمعتدية أم تلميذة مسجلة بهذه الثانوية، حيث عرضت المديرية لطقوس من الضرب والسب والشتم داخل مكتبها، وتسببت لها في جروح على مستوى الوجه، وآلام برأسها بسبب عملية شد خصلات شعر رأسها، بحسب ما نقلته مصادر «أخبار اليوم». هذا وأصدرت المديرية الإقليمية بفاس، والتابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس- مكناس، بلاغا أكدت فيه تعرض مديرة ثانوية إعدادية قاسم أمين التأهيلية، كريمة العمراني، لاعتداء داخل مكتبها صباح يوم أول أمس السبت، من قبل أم تلميذة مسجلة بهذه المؤسسة، والتي قامت بمساعدة من سيدتين كانتا برفقتها، بتعريض المديرية للضرب والسب والشتم، والشد على مستوى خصلات شعرها، إلى أن أغمي على المديرة والتي سقطت أرضا، يقول بلاغ المديرية الإقليمية. وأضاف ذات البلاغ، (توصلت «أخبار اليوم» بنسخة منه)، أن موظفي الإدارة وبعد سماعهم للصراخ بمكتب المديرة، هبوا نحوه حيث وجدوا المسؤولة التربوية ملقاة على الأرض، واتصلوا بالشرطة، والتي حضرت للمؤسسة التعليمية، وطلبت سيارة للإسعاف لنقل المديرة المغمى عليها نحو المستشفى الإقليمي الغساني، وهناك زارها المدير الإقليمي للتربية والتكوين، وعبر عن استنكاره لما تعرضت له المديرية، مشددا كما جاء في بلاغه، أن مدير الأكاديمية الجهوية بفاس، يتابع بنفسه هذه القضية، بعدما قررت الأكاديمية ومديريتها الإقليمية، متابعة المعتديات على المسؤولة التربوية لثانوية قاسم أمين التأهيلية بفاس. وبحسب رواية أم التلميذة المتهمة بالاعتداء، فقد لجأت إلى تبادل الاتهامات مع المديرة، وشددت في تصريحاتها للشرطة، بأن المديرة رغم علمها بكونها أم التلميذة، رفضت تمكينها من شهادة مغادرة ابنتها للثانوية، بغرض تسجيلها بثانوية أخرى، مدعية وجود أب الطفلة في سفر، مما حال دون حضوره لاستلام شهادة مغادرة طفلته لثانوية قاسم أمين بمقاطعة جنان الورد بفاس، تقول رواية أم الطفلة، والتي اتهمت من جهتها المديرة باستفزازها وطردها من مكتبها معية طفلتها. لكن رئيسة فرع فاس للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، خديجة السهبي، تقول إن زميلتها المعتدى عليها، كريمة العمراني، زارتها صباح يوم أول أمس السبت بمكتبها بثانوية إعدادية قاسم أمين التأهيلية بمقاطعة جنان الورد، سيدة قدمت نفسها للمديرة على أنها أم تلميذة مسجلة بنفس المؤسسة التعليمية، وطلبت من المديرة تمكينها من شهادة المغادرة لطفلتها، غير أن المديرة، توضح رئيسة فرع فاس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، طالبت السيدة بضرورة حضور أب التلميذة بصفته والي أمرها المصرح به لدى الإدارة، بحكم أن المراجع القانونية ومذكرات الوزارة، تمنع تسليم أية وثيقة لأي شخص باستثناء والي أمر التلميذ، وهو الجواب الذي لم تستسغه أم الطفلة، والتي تشبثت بالحصول على شهادة مغادرة طفلتها بكون والدها يوجد في حالة سفر، فيما أشهرت المديرة القانون في وجه السيدة، واشترطت إحضار وكالة مفوضة صادرة عن أب التلميذة تخول لها الحديث باسم والي أمر ابنتها. بعد شد وجذب في الكلام بين أم الطفلة والمديرة، فوجئت هذه الأخيرة، بحسب رواية زميلتها خديجة السهبي، رئيسة فرع فاس للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، بهجوم أم الطفلة معية سيدتين كانتا برفقتها، على المديرة بالضرب والسب والشتم، وشدهن لخصلات شعر رأسها، مما تسبب لها في جروح على مستوى الوجه. من جهته قال مصدر قريب من الموضوع، إن المديرة المعتدى عليها، جرى نقلها مساء يوم أول أمس السبت من مستشفى الغساني بفاس، إلى مصحة خاصة بنفس المدينة، حيث خضعت لتدخلات طبية لمعالجة الجروح وحالة انهيار عصبي ونفسي تعرضت له بعد الاعتداء، فيما ينتظر أن تستمع عناصر الشرطة للمديرة فور حصولهم على إذن من الطبيب المعالج لها، قبل الحسم في مصير أم الطفلة وصديقتيها، واللتين تتهمهما المديرة بالمشاركة في الاعتداء عليها بمكتبها، حيث سيواجهن في حال متابعتهن، تهما ثقيلة تخص تخص «إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه»، و»استعمال العنف ضده مع الإيذاء العمدي»، تورد مصادر «أخبار اليوم». هذا ولوح الأطر والأساتذة وجميع العاملين بإدارة الثانوية قاسم أمين بمقاطعة جنان الورد بفاس، والتي تديرها المديرة المعتدى عليها، إلى تنظيم وقفة احتجاجية، يؤطرها فرع فاس للجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، وتشارك فيها النقابات بالقطاع، وذلك بغرض تنبيه الوزارة والسلطات، يقول مصدر نقابي ل»أخبار اليوم»، إلى عودة ظاهرة الاعتداءات من جديد مع الدخول المدرسي الحالي، والتي تستهدف الأطر التربوية والإدارية، حيث طالب الغاضبون والمتضامنون من المديرة، بتوفير الأمن بداخل المؤسسات التعليمية وخارجها، فيما سارعت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس إلى إيفاد لجنة للتحقيق فيما حدث بثانوية قاسم أمين.