هت الغرفة الجنحية الضبطية لدى المحكمة الابتدائية بفاس، بداية الأسبوع الجاري، الجولة الأولى من أطوارمحاكمة الأربعيني الذي تسبب في الفاتح من شهر غشت الماضي، في استنفار أمني بمطار فاس الدولي، عقبتبليغه للشرطة بوجود تهديد إرهاب وشيك على المطار، قبل أن يكتشف المحققون، أنهم وقعوا ضحية بلاغ كاذب منالمتهم، والذي جرى اعتقاله بعد ساعات قليلة عن اتصاله بقاعة القيادة والتنسيق بولاية أمن العاصمة العلمية، والمكلفةباستقبال نداءات النجدة الواردة عبر الخط الهاتفي 19. وأصدرت المحكمة حكمها القاضي بإدانة المتهم الأربعيني القابع بسجن «بوركايز» بضواحي فاس، ب8 أشهرحبسا نافدا، حيث آخذه القاضي، بحسب مصدر قريب من الموضوع، من أجل التهم الثقيلة التي تابعه بها وكيل الملك،وهي»إهانة الضابطة القضائية عن طريق التبليغ عن جريمة يعلم بعدم حدوثها»، والمنصوص عليها في الفصل 264 من مجموعة القانون الجنائي المغربي، والذي «يعتبر إهانة، ويعاقب عليها بهذه الصفة قيام أحد الأشخاص بتبليغالسلطات العامة عن وقوع جريمة يعلم بعدم حدوثها، أو بتقديم أدلة زائفة متعلقة بجريمة خيالية أو التصريح لدىالسلطات القضائية بارتكابه جريمة لم يرتكبها ولم يساهم في ارتكابها»، وهي الأفعال المنصوص على عقوبتها فيالفصل 263 من نفس القانون، والذي حدد العقوبة في الحبس من شهر إلى سنة وغرامة تتراوح ما بين 250 و5 آلاف درهم، يورد مصدر قضائي ل»أخبار اليوم». وأردف ذات المصدر، أن جريمة التبليغ الكاذب عن وقوع جريمة خيالية، والتي أدين من أجلها الأربعيني، ابن المدينةالعتيقة لفاس، بثمانية أشهر حبسا نافدة، (هذه الجريمة) تسببت ليس حتما في السخرية ممن يتولون إجراءاتالبحث، ولكنه أدى إلى قيامهم بإجراءات لا فائدة منها على حساب مهمتهم العادية وهي حماية المجتمع، بالإضافةإلى النتائج السلبية للتبليغ الكاذب، وما قد ينتج عنها من اضطراب اجتماعي ومس بالنظام العام، في إشارة منمصدرنا لما عاشه مطار فاس الدولي من حالة رعب واستنفار أمني، بسبب إجراءات التبليغ عن وجود تهديد إرهابيعلى المطار. من جهته، قال شقيق المتهم المدان، «عبد الفتاح – ص»، إن النيابة العامة والمحكمة، تعاملتا بحزم شديد مع شقيقهالقابع بالسجن، حيث لم يتجاوب وكيل الملك مع إشهار عائلته لحالته العقلية والنفسية، لكونه يعاني من اضطراباتمنذ مدة، وأنه رفض نقله لمستشفى الأمراض القلية بمستشفى ابن الحسن بفاس، حيث كانت العائلة تعول على هذاالمعطى لعرض ابنها على الخبرة العقلية والنفسية، قبل الحسم في المسؤولية الجنائية المنسوبة إليه، خصوصا أنالمشتبه فيه الموقوف بدا شاردا وغير منسجم في أفعاله وأقواله، كما أنه لم يُقدم للمحققين خلال استنطاقه أي تفسيرعن تفكيره في الاتصال بالشرطة والتبليغ عن تهديد إرهابي خيالي على مطار فاس الدولي، غير أن النيابة العامةوالمحكمة، يردف شقيق المتهم، كان لهما رأي مغاير وأقرا بثبوت المسؤولية الجنائية للمتهم. وكشف محامي المتهم ل»أخبار اليوم»، أن تفاعل موكله مع أسئلة المحكمة خلال محاكمته وإجابته عنها، قدم انطباعاللقاضي والنيابة العامة على أنه شخص سوي وعادي، والحال أنه يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، ويحظىبعناية عائلته التي تتكفل به وفي سن ال45 سنة، وهو ما جعل المحكمة لا تتجاوب مع حالته العقلية والتي أشهرتهاعائلته، لكننا نعول على الجولة الثانية لمحاكمته إثارة هذا الدفع من جديد، يقول محامي صاحب البلاغ الكاذب بوجودتهديد إرهابي بمطار فاس الدولي. يذكر أن مطار فاس الدولي عاش في الفاتح من شهر غشت الماضي، حالة استنفار أمني، وازته أجواء رعب وذعروسط المسافرين وعائلاتهم، وذلك عقب تبليغ الأربعيني المتهم عن الجريمة الإرهابية الخيالية، والتي تضمنت إخبارابوجود قنبلة بالمطار، حيث تزامن ذلك مع اقتراب موعد إقلاع طائرة فرنسية، وهو ما عجل بتحرك خاطف ولافت للأجهزةالأمنية من شرطة ودرك، وكذا المصالح التابعة لإدارة المطار وحرصه الخاص، حيث فُرضت بالمطار إجراءات أمنية جدمشددة، وجرى إغلاق جميع الممرات، كما خضع عابروها لإجراءات تفتيش دقيقة، خصوصا بقاعتي الإركابوالوصول، فيما اتسعت أبحاث المحققين لتعم مختلف جنبات المطار، وصولا إلى المدارج الخاصة بهبوط وإقلاعالطائرات، «Runway»، غير أن هذا الاستنفار انتهى بعد بحث دقيق، بوقوع شرطة فاس ضحية بلاغ كاذب،بحسب ما سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن كشفت عنه في بلاغ سابق لها في الموضوع.