تنطلق يوم الاثنين المقبل، أطوار محاكمة الأربعيني الذي تسبب في الفاتح من شهر غشت الجاري، في استنفار أمنيبمطار فاس الدولي، عقب تبليغه للشرطة بوجود تهديد إرهاب وشيك على المطار، قبل أن يكتشف المحققون أنهم وقعواضحية بلاغ كاذب من المتهم، والذي جرى اعتقاله بعد ساعات قليلة. عن ذلك. واستنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها «أخبار اليوم» من مصدر قريب من الموضوع، أن الأربعيني القابعبسجن»بوركايز» بضواحي مدينة فاس، سيواجه خلال مثوله يوم الاثنين المقبل أمام الغرفة الجنحية الضبطيةبالمحكمة الابتدائية، تهما ثقيلة تتعلق «بإهانة الضابطة القضائية»، و»التبليغ عن جريمة إرهابية يعلم بعدمحدوثها»، حيث اقتنعت النيابة العامة، يضيف المصدر ذاته، بثبوت المسؤولية الجنائية للمتهم، كما تناولها الفصل264 من القانون الجنائي المغربي، والذي ينص على أنه «تعتبر إهانة، ويعاقب عليها بهذه الصفة قيام أحدالأشخاص بتبليغ السلطات العامة عن وقوع جريمة يعلم بعدم حدوثها، أو بتقديم أدلة زائفة متعلقة بجريمة خيالية»،وهو ما أثبتته الأبحاث التي قامت بها شرطة فاس، بخصوص تلقيها لمكالمة هاتفية من المتهم الموقوف تفيد أن مطارفاس الدولي مهدد بعمل إرهابي. وأضاف المصدر نفسه، أن النيابة العامة تعاملت بحزم شديد مع المتهم المعتقل، لخطورة ما أقدم عليه، حيث لميتجاوب وكيل الملك مع إشهار عائلته لحالته العقلية والنفسية، لكونه يعاني من اضطرابات منذ مدة، وأنه رفض نقله إلىمستشفى الأمراض العقلية بمستشفى ابن الحسن بفاس، حيث كانت العائلة تعول على هذه الحجة لعرض ابنها علىالخبرة العقلية والنفسية، قبل الحسم في المسؤولية الجنائية المنسوبة إليه، خصوصا أن المشتبه فيه الموقوف بدا شارداوغير منسجم في أفعاله وأقواله، كما أنه لم يقدم للمحققين خلال استنطاقه أي تفسير عن تفكيره في الاتصالبالشرطة والتبليغ عن تهديد إرهابي خيالي على مطار فاس الدولي، غير أن النيابة العامة، يقول مصدر الجريدة، كانله رأي مغاير وأقر بثبوت المسؤولية الجنائية للمتهم، مما استوجب عرضه بعد اعترافه بالمنسوب إليه، على محاكمتهأمام الغرفة الجنحية الضبطية لدى المحكمة الابتدائية بفاس التي ستحسم من جديد في طلب العائلة، والتي تدفعبكون ابنها يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية. من جهته، أوضح مصدر قضائي للجريدة، أن هذا التبليغ الكاذب عن وقوع جريمة خيالية، تسبب ليس حتما فيالسخرية ممن يتولون إجراءات البحث، ولكنه أدى إلى قيامهم بإجراءات لا فائدة منها على حساب مهمتهم العاديةوهي حماية المجتمع، بالإضافة إلى النتائج السلبية للتبليغ الكاذب، وما قد ينتج عنها من اضطراب اجتماعي والمسبالنظام العام، يورد المصدر القضائي. يذكر أن مطار فاس الدولي عاش في الفاتح من شهر غشت الجاري، حالة استنفار أمني، وازته أجواء رعب وذعروسط المسافرين وعائلاتهم، وذلك عقب تبليغ الأربعيني المتهم عن الجريمة الإرهابية الخيالية، والتي تضمنت إخبارابوجود قنبلة بالمطار، حيث تزامن ذلك مع اقتراب موعد إقلاع طائرة فرنسية، وهو ما عجل بتحرك خاطف ولافت للأجهزةالأمنية من شرطة ودرك، وكذا المصالح التابعة لإدارة المطار وحرسه الخاص، حيث فُرضت بالمطار إجراءات أمنية جدمشددة، وجرى إغلاق جميع الممرات، كما خضع عابروها لإجراءات تفتيش دقيقة، خصوصا بقاعتي الإركابوالوصول، فيما اتسعت أبحاث المحققين لتعم مختلف جنبات المطار، وصولا إلى المدارج الخاصة بهبوط وإقلاعالطائرات، «Runway»، غير أن هذا الاستنفار انتهى بعد بحث دقيق بوقوع شرطة فاس ضحية بلاغ كاذب،بحسب ما سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن كشفت عنه، في بلاغ سابق لها في الموضوع.