البوسيني وحيد خليلوزيتش، هو المدرب الجديد للمنتخب المغربي، بعد أن تم تقديمه لرجال الإعلام، في ندوة صحفية بمقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالرباط. إسم وصورة هذا البوسني، ذو الشعر الأبيض، والقامة الطويلة، والملامح الصارمة، ليست غريبة على المغاربة، فقط ظل اسمه يتردد على ألسن عشاق المستديرة في المغرب، منذ تسعينيات القرن الماضي، كيف لا وهو مهندس لقب عصبة الأبطال، الذي فاز به الرجاء البيضاوي، سنة 1997، وهي المحطة التي قادت الفريق المغربي لمزيد من الألقاب، وأقلعت بالمدرب البوسني في سماء التدريب، وجعلته واحدا من الأبرز في العالم. خليلوزيتش، أطلق أولى صرخاته في ماي من عام 1956، بقرية صغيرة إسمها جابلانيكا، في دولة البوسنة والهرسيك، وعلى غرار جل مدربي المستديرة، فإن هذا الرجل، دشن مساره في عالم المستديرة كلاعب، وبالضبط كمهاجم قناص، يحول أنصاف الفرص إلى أهداف محققة. فقد دامت مسيرة، هذا الشاب البوسني، الذي سمحت له السلطات حينها بالتنقل لفرنسيا، وهو في سن ال28، في عالم الكرة الإحترافية حوالي 16 سنة ( بين سنة 1971 و 1987)، صال وجال فيها في مختلف الملاعب الفرنسية، ولا يمر من ملعب إلا ويترك بصماته على شباكها. بداية التألق كانت رفقة فريق نانط الفرنسي، الذي عمر معه لأزيد من 5 سنوات، وسجل 111 هدفا في 192 مباراة، ثم انتقل إلى باريس سان جرمان، وجاوره لموسم واحد، قبل أن يغادر عالم المستدرة كلاعب بشكل نهائي، أواخر ثمانينات القرن الماضي. قناص الأهداف، تحول إلى قناص المواهب والألقاب، ودشن سنة 1990 مساره الجديد في عالم التدريب، عندما قاد FK Velež Mostar البوسني، ثم انتقل لفرنسا ليدرب فريق مغمور، قبل أن يعلن عن انطلاقته الصحيحة في عالم “الإدارة الفنية من المغرب” بعد أن درب الرجاء البيضاوي. وفي ظرف زمني قصير، سيتمكن وحيد، من ترك بصمته واضحة على الفريق، بل في تاريخ النادي ككل، فقد قاد الفريق الأخضر للتتويج بلقب عصبة الأبطال سنة 1997، ثم البطولة المحلية سنة 1988. محطة الرجاء، جعلت إسم الرجل بارزا، فخطفته الأيادي الفرنسية من جديد، ليشرف على فريق “ليل” الفرنسي، وصعد به للدرجة الأولى، ثم أشرف على أندية، رين، وباريس سان جرمان، ونانط، حقق في كل هذه التجارب لقب وحيد، هو لقب كأس فرنسا، مع باريس سان جرمان. أما مع المنتخبات الوطنية، فقد اشتهر الرجل، بالعديد من المحطات، أبرزها تألقه رفقة منتخب الكوت ديفوار، ثم قيادته منتخب الجزائر للتأهل لمونديال البرازيل، حيث بلغ الدور الثاني، وانهزم بصعوبة على يد منتخب ألمانيا، قبل أن يحط الرحال باليابان، هناك كان يتقاضى حوالي 165 مليون سنتيم شهريا، وأهل “الحواسيب” لمونديال روسيا الأخير، لكنه لم ينل فرصة مرافقتهم لليابان بعد أن تمت إقالته. رجل صارم، يفرض الانضباط داخل مجموعته، ولا يعترف بالنجوم، بل بوحدة المجموعة، وهو الأمر الذي سبب له الكثير من المشاكل مع الاتحادات التي اشتغل معها، بداية بالمنتخب الجزائري، بعد أن دخل في خلاف مع مجموعة من نجومه، مع منتخب اليابان أيضا، بعد أن أقصى أحد نجومه المخضرمين و”النافذين”. خليلوزيتش، أظهر الوجه العاطفي أيضا في شخصيته، بعد أن ظهر وهو يدرف الدموع متأثرا بوفاة اللاعب إمليانو سالا، في حادث تحطم الطائرة الشهير، والذي كان أحد لاعبيه في فريق نانط الفرنسي، ثم عندما بكى أيضا، بعد أن تعرض للظلم في اليابان، إذ قرر الاتحاد الياباني، بشكل مفاجئ إقالته، على الرغم من قيادة منتخبه لمونيال روسيا، وذلك بسبب خلافه مع أحد اللاعبين. اليوم، يبدأ هذا الرجل، صفحة جديدة من أرض المغرب، والتي يعتبرها “فأل خير” عليه، فهل يكون هو أيضا ” وجه سعد” على المنتخب المغربي، ويحقق ما عجز عنه سابقوه؟