يشرع حوالي 2.5 مليون مسلم اليوم الجمعة، في أداء مناسك الحج بمكةالمكرمة قادمين من مختلف بقاع الأرض، وبدأ الحجاج المسلمون بالتدفق من كل أنحاء العالم للقدوم إلى مدينة مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج. ويعتبر الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام لمن استطاع له سبيلا من المسلمين ولو مرة واحدة في العمر. وكانت السلطات السعودية أعلنت وصول نحو مليون و800 ألف حاج من خارج البلاد إلى المشاعر المقدسة، بداية الأسبوع الجاري. وكشفت إمارة مكةالمكرمة على حسابها في موقع “تويتر”، أن 1.775.067 حاجا قد وصلوا إلى السعودية إلى حدود يوم الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن نحو مليون و700 ألف قد وصلوا عبر المنافذ الجوية للبلاد، فيما وصل حوالي 17 ألف حاج عن طريق البحر، بينما من وصلوا برا كان عددهم حوالي 93 ألف حاج. من جانب آخر، أعلنت هيئة الجوازات أن إجمالي أعداد الحجاج الذين خدمتهم السعودية خلال ال50 عاما الماضية بلغ (95.853.017) حاجا، إذ تجاوز أعداد الحجاج حاجز المليوني حاج 19موسما. مشيرة إلى أن أعداد الحجاج خلال الأعوام ال25 الأخيرة بلغت (54.465.253) حاجا. فيما بلغ عدد الحجاج خلال العشر سنوات الأخيرة، (23.796.977) حاجا، حسب الإحصاءات الرسمية للهيئة العامة للإحصاء. وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية، بأنها ستصدر الرقم النهائي والرسمي لأعداد الحجاج، مساء يوم الأحد القادم، وذلك عبر نشرة إحصاءات الحج، مبينةً نتائج تفصيلية تتضمن: عدد حجاج الداخل، وعدد حجاج الخارج، وعدد الحجاج حسب الجنس، والجنسية، وحسب جهة القدوم، وعدد السيارات الناقلة للحجاج وأنواعها، وغيرها من البيانات التفصيلية الأخرى. وحسب الإجراءات المعمول بها، لا يسمح بدخول غير المسلمين إلى مكةالمكرمة التي تضم المسجد الحرام. وتجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، ليضطر الحجاج في مكة إلى حمل المظلات في محيط المسجد الحرام، وهو الأمر الذي دفع القائمين على شؤون الحرم إلى تجهيز المشاعر المقدسة بأعمدة تعمل على رش رذاذ الماء المبرد للتخفيف من وطأة الحر. ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل أن يتوجهوا إلى منى في يوم التروية، ومنها إلى عرفات على بعد عشرة كيلومترات. ويطلق “يوم التروية” على اليوم الذي يسبق الوقوف في جبل عرفات، لأن الحجيج كانوا يتوقفون تاريخيا في منى للتزود بالمياه ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها. وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الأول من عيد الأضحى، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش ويبدؤون شعيرة رمي الجمرات في منى. ويشكل الحج تحديا أمنيا ولوجستيا للسلطات السعودية. ويترافق الحج عادة مع تدابير أمنية مشددة، إذ تخللته خلال أعوام سابقة حوادث تدافع أودت بحياة 2300 شخص في 2015، ويأتي الحج هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا للتوترات بين واشنطن وطهران، خاصة في الخليج بعد سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط وأخرى بطائرات دون طيارات.