بعد أيام من الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، والذي جدد فيه الملك محمد السادس موقف المغرب الثابت من انفتاحه على الجارة الشرقية الجزائر، والأمل في تحقيق الشعبين الشقيقين الوحدة، ظهرت معطيات جديدة بخصوص تحرك القيادة الجزائرية لمناقشة قضية فتح الحدود البرية مع المغرب، بعد إغلاقها قبل 25 سنة. وفي ذات السياق، نقلت صحيفة “اندبندنت عربية” أن جهة “سيادية” جزائرية فتحت استشارة مع أكاديميين، في شأن إعادة فتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ 1994، وهي المرة الأولى التي يروج فيها خبر مماثل عن القيادة الجزائريةالجديدة، التي تعوض نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وفي ذات السياق، تقول الصحيفة البريطانية، إن مصادرها، تتوقع تقدم نقاش فتح الحدود المغربية الجزائرية، في ظل ما وصفته ب”المؤشرات الإيجابية” من المغرب، وهو المقصود به ورود الدعوة إلى فتح الحدود مع الجزائر على لسان الملك محمد السادس، وتأكيده على أواصر الأخوة بين الشعبين في خطب متوالية. وينقل المصدر ذاته، أن “جهة سيادية” في الجزائر باشرت الاستشارة في شأن “الطريقة الأنجع لفتح الحدود البرية بوجود قضايا خلافية عالقة”، ومن بين الآراء الموجودة في مقترحات أكاديميين شاركوا في “الاستشارة” البدء ب “ملف تنقل الأشخاص وتأليف لجان مشتركة من وزارات عدة في البلدين”، مع تأجيل “تنقل البضائع والحركة التجارية فترة زمنية تخصص لمتابعة مدى تقدم ملف حركة المسافرين”. وحسب المصدر ذاته، فإن جهات جزائرية ترى أن الفصل في ملف الحدود المشتركة بين البلدين، مؤجل إلى غاية انتخاب رئيس شرعي للجزائر بحكم صلاحياته في الدستور، أي أنه المسؤول الأول عن السياسة الخارجية للدولة، وهذا لا يمنع، وفق المصادر نفسها، إعداد “تصورات” بعيدة من أي حسابات “سياسية غير موضوعية” قد تعيق تقدم هذا الملف الحيوي. وكان الملك محمد السادس قد خصص جزءا من خطابه الأخير للحديث عن الجارة الشرقية، حيث أكد التزامه الصادق بنهج اليد الممدودة تجاه الأشقاء في الجزائر وفاء لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار التي تجمع على الدوام شعبينا الشقيقين. وأكد الملك، خلال ذات الخطاب، بمناسبة الذكرى العشرين لجلوسه على العرش بأن هذا الترابط هو "ما تجسد فعلا من خلال مشاعر الحماس والتعاطف التي عبر عنها المغاربة ملكا وشعبا بصدق وتلقائية دعما للمنتخب الجزائري لكرة القدم خلال كأس إفريقيا، المقامة بمصر ومشاطرتهم مشاعر الفخر والإعتزاز بالتتويج المستحق بها وكأنه بمثابة فوز للمغرب أيضا". واعتبر الملك أن هذا الوعي والإيمان بوحدة المصير وبالرصيد التاريخي الحضاري المشترك هو الذي يجعلنا نتطلع بتفاؤل للعمل على تحقيق طموحات شعوبنا المغاربية في الوحدة والتكامل والإندماج.