في الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون بميناء طنجة المتوسط للمسافرين أن عملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج تمر “على ما يرام”، وأن حركة سير المسافرين والعربات المسجلة إلى حدود نهاية الأسبوع الماضي، تساير التوقعات، وأن تسجيل مدة العبور في ميناء طنجة المتوسط في حوالي 30 دقيقة، فإن ميناء طنجة يعرف وضعية مغايرة، دفعت العشرات من المغاربة المقيمين بالخارج، إلى الاحتجاج، لأن التدفق خلال نهاية الأسبوع الماضي كان جد مرتفع، حيث أن ساعات الانتظار في الجزيرة الخضراء، تراوحت ما بين 3 و5 ساعات، كمدة فاصلة بين وصول المهاجرين للميناء وإقلاع الباخرة. وحسب إفادات العديد من المهاجرين المغاربة، الذين اتصلوا ب”أخبار اليوم، فقد تفاجؤوا من ارتفاع كبير وغير مقبول أو مبرر لأسعار تذاكر العبور، حيث كشف المتضررون أن بعضا من شركات النقل استغلت هذا الوضع لترفض تسليم تذكرة العودة للمئات من المواطنين الذين اشتروا تذكرة العبور عبر الإنترنت بدعوى حدوث مشاكل تقنية، قبل أن يتصل المحتجون بكاتب الدولة المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، الذي كان قد أعلن في تدوينة له “أن عملية مرحبا ورجوع مغاربة العالم تعرف تطورا استثنائيا هذه الأيام”، ليعد المتضررين بأنه سينظر في الأمر مع الشركة التي قامت بهذا الإجراء التعسفي. وتعود قصة هذا “التحايل” الذي تعرض له المغاربة المقيمون بالخارج، إلى شهري ماي و يونيو الماضيين، حيث اشترى العديد من المغاربة المقيمين بالخارج تذكرتهم للعبور باستعمال الموقع الإلكتروني: http://www.intershipping.es/fr حينها كانت الأثمنة جد مناسبة، فقام العديد منهم، بشراء التذاكر ذهابا وإيابا، وحين وصولهم إلى ميناء الجزيرة الخضراء سيتضح لهم أن بعضا من الشركات ترفض إعطاءهم تذكرة العبور وتطلب منهم شراء أخرى، بثمن مرتفع جدا، ليطلبوا من الشركات أن تعيد لهم ما تم أداؤه سابقا، حتى يتسنى لهم في الميناء شراء تذكرة أخرى. وتحت إيقاع الاحتجاجات نهاية الأسبوع بدأت بعض من الشركات تعطي للمغاربة المقيمين بالخارج، تذكرة للذهاب فقط، دون العودة، وكشفت مصادرنا أن المتضررين ذهبوا إلى مقرات هذه الشركات بميناء المتوسط ليأخذوا التذكرة ليفاجؤوا بالشركة ترفض أن تسلمهم تذكرة الرجوع، وأكدوا أن عليهم الانتقال إلى الجزيرة الخضراء. يشار إلى أنه في السنة الماضية تم تصنيف أسبوع عيد الأضحى، ونهاية العطلة الصيفية، والدخول المدرسي، ضمن الخانة السوداء في قائمة الترميز الخاصة بتوقعات عملية العبور 2018، حيث تضاعف عدد العابرين بثلاث مرات مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017. وشرعت إدارة ميناء طنجة المتوسط في اتخاذ مجموعة من التدابير الاحترازية الخاصة بعملية العبور 2019، في محاولة منها لتفادي سيناريو الازدحام، الذي تم تسجيله خلال السنة الماضية. وأطلق الميناء حملت تحت شعار: “استعدوا لمرحلة العبور وسافروا بكل راحة وآمان”، تروم وضع تواريخ محددة من أجل تنظيم مرحلة مرحبا 2019، من خلال تقسيم يراعي أيام الذروة والأعياد الوطنية والدينية. وقسمت إدارة الميناء عملية العبور 2019 إلى ست مراحل، تظهر فترة الذروة، التي لا ينصح بالسفر فيها، والتي تتجاوز فيها كثافة العبور المعدلات العادية. ووضعت إدارة الميناء مجموعة من الوسائل للتواصل، مثل الصفحة الرسمية والتطبيق الإلكتروني، بالإضافة إلى إعلانات على أمواج إذاعة طنجة المتوسط، وعلى صفحات موقع إلكتروني خاص. وكان ميناء طنجة المتوسط شهد، السنة الماضية، ازدحاما كبيرا بسبب تجاوز القدرة الاستيعابية للبواخر المتوجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء، حيث وصلت مدة انتظار المسافرين لركوب البواخر إلى 12 ساعة.6