منعطف جديد دخلته قضية الطالب اليساري محمد آيت الجيد الملقب قيد حياته ب”بنعيسى”، حيث فجر المحامي والناشط الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إدريس الهدروكي، أمس الثلاثاء، قنبلة أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، خلال التئام جلسة محاكمة المتهمين الأربعة المنتمين لحزب العدالة والتنمية، والمتابعين في ملف مقتل آيت الجيد، فقد طلب المحامي المذكور تسجيل تنازله عن دفاع المطالبين بالحق المدني من عائلة آيت الجيد. وخاطب هذا المحامي المحكمة عقب إعلان القاضي محمد الزين عن افتتاح الجلسة، طالبا إعطاءه الكلمة، حيث انتظر الجميع ماذا سيقوله المحامي المعروف باعتباره رفيقا لبنعيسى أيام دراسته الجامعية بظهر المهراز، بحكم انتمائه لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين بموقع فاس، وبعد انتظار قصير، جاءت المفاجأة حين أعلن تنازله وانسحابه من دفاع عائلة آيت الجيد، بعدما ظل يرافع في ملفه منذ رواج قضيته أمام محاكم فاس، وذلك عقب الأحداث الدامية التي عاشتها جامعة ظهر المهراز في فبراير 1993، انتهت بوفاة آيت الجيد. قرار المحامي خلف حالة ارتباك وذهول وسط دفاع عائلة آيت الجيد، والذين حضروا الجلسة وتفاجؤوا بقرار زميلهم، من بينهم منسق دفاعهم، جواد بنجلون التويمي، والحبيب حاجي، ومحمد الهيني وآخرون، حيث بدوا غير مستوعبين للقرار المفاجئ لزميلهم، والذي خبر مجريات هذا الملف، وظل يرافع فيه من سنة 1993، حيث شوهدوا وهم يهرولون ويندفعون مرة واحدة، نحو المحامي الهدروكي، بعدما أنهى إخباره للمحكمة بقرار تنازله عن الدفاع، طالبين منه تفسيرا عن قراره ودوافعه. وعرفت الجلسة خلال تقديم المحامي الهدروكي لطلب تنازله عن الدفاع، غياب المطالب بالحق المدني، حسن آيت الجيد نيابة عن عائلته، وهو ما جعل المحامي الهدروكي يطلب من المحكمة في حال حضور المطالب بالحق المدني، إبلاغه حضوريا بقراره، وهو ما تم بعدما حضر حسن آيت الجيد بعد مرور حوالي ساعة عن انطلاق الجلسة. وقال المحامي والناشط الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إدريس الهدروكي، في تصريح خص به “أخبار اليوم”، إن قراره “جاء أولا كتصرف طبيعي من محام يحترم مهنته ويقدس المكتسبات التي تحققت في المجال الحقوقي، ومنها مبدأ المحاكمة العادلة واحترام المحامي لقرينة البراءة للمتهمين”، مضيفا أن قراره “رد قوي على تدخل الطرف المدني، في عمل وقناعات المحامي ومرافعاته”. وشدد المحامي المنسحب من دفاع آيت الجيد، أنه يرفض رفضا تاما أن يتلقى أوامر من المطالبين بالحق المدني أو من أي جهة أخرى، لأن المحامي كما قال، حر ومستقل عن كل هذه الأطراف، يؤدي مهمته طبقا للقانون ولقسم المهنة. من جهته، كشف مصدر قريب من الموضوع ل”أخبار اليوم”، أن النقطة التي أفاضت الكأس وجرت انتقادات قوية لابن أخ آيت الجيد، والذي ظل منذ وفاة عمه يجر عددا من الأشخاص للقضاء بحجة مطالبته بمعاقبة المتورطين في سفك دم عمه، لجأ بعد الجلسة الأخيرة لمحاكمة حامي الدين الثلاثاء ما قبل الأخير، إلى نشر رسالة على صفحته بالفايسبوك، وجهها لقيادي سابق بفصيل الطلبة التقدميين بفاس، نور الدين جرير، يشكو فيها من مرافعات محام من هيئة القنيطرة، يعتبر هو الآخر رفيقا سابقا لبنعيسى، حيث اتهمه ابن أخ آيت الجيد، بالتسلل إلى فريق دفاع العائلة، وبمحاباة “البيجدي” والقيادي بالحزب عبد العلي حامي الدين، بل تضمنت رسالته اتهاما مباشرا لمحامي القنيطرة ببيع قضية بنعيسى، كما جاء في الرسالة، وهو ما اعتبره المحامي إدريس الهدروكي في حديثه للجريدة، بأنه سلوك غير مقبول من المطالب بالحق المدني تجاه زميله المحامي بالقنيطرة، وتدخل في شؤون المحامي ومرافعاته. وكان محامي القنيطرة، رضوان حداش، والذي حضر الجلسة الماضية لمحاكة حامي الدين، قد رافع في رده نيابة عن عائلة آيت الجيد بخصوص مرافعات دفاع المتهم، في شقها المتعلق بمطالبتهم بإسقاط الدعوى العمومية ضده، بعلة أسبقية البت وتقادم وقائع القضية، حيث دافع المحامي حداش عن قرينة البراءة للمتهم، كمبدأ قانوني ومكتسب حقوقي كوني ناضل من أجله المغاربة، كما ركز في مرافعاته أمام المحكمة، على المخاطر التي يمكن أن تنتج عن ضياع الأمن القضائي للمغاربة، معتبرا الموضوع بأنه ليس قضية حامي الدين، بل قضية مجتمع مغربي ككل.