يشتكي منتخبو جماعة العرائش من تدهور خدمات مرفق النظافة داخل المجال الترابي لمدينة اللكوس، حيث أصبح الوضع البيئي مع حلول فصل الصيف ينذر بكارثة خطيرة في المنظور القريب، بعد تدهور خدمات النظافة لمستوى يصفه جمعويون محليون وسكان المدينة بأنه “الأسوأ” منذ سنوات. ويتعاقد مجلس جماعة العرائش منذ ثلاث سنوات مع شركة “هينكول” إلى غاية سنة 2022، وذلك من دون الإعلان عن طلب عروض عمومي، حيث قام بتغيير العقد الذي كان يربط نفس الشركة التي كانت ترتبط بعقد مع مجموعة الجماعات القروية “البيئة” في إقليمالعرائش منذ سنة 2010. وقالت مصادر من المجلس الجماعي إن العقد المبرم بين الجماعة والشركة يكلف خزينة المجلس مليارين و400 مليون سنتيم سنويا، في حين لا تلتزم الشركة المفوض لها بأية بنود من المنصوص عليها في برنامج الاستثمار، إذ منذ ثلاث سنوات لم تضف أي عتاد جديد، إلى غاية الشهر الماضي تم استقدام شاحنتين لجمع النفايات وشاحنة صهريج جديدة، وذلك بعد تصاعد الشكاوى والانتقادات على تدهور الخدمة. وأضافت المصادر نفسها أن الشركة تعجز عن القيام بتدخلاتها الكافية في مجموع تراب الجماعة، إذ تقتصر جودة النظافة على محيط مقر العمالة ووسط المدينة، في حين تحولت باقي أزقة ودروب المدينة العتيقة والأحياء الهامشية وعدد من الشوارع، إلى نقط سوداء تتجمع فيها القطط والكلاب الضالة وتنبعث منها روائح كريهة تزكم أنوف المارة والقاطنين في المنازل المجاورة. ورغم أن مرآب الشركة يتوفر على شاحنة لغسل الشوارع وأخرى للكنس الآلي، غير أن هذه الخدمة لا تتم إلا بشكل موسمي أو عند زيارة مسؤولين حكوميين للعرائش، كما حدث يوم الأسبوع الماضي قبل مجيء وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية، محمد ساجد الذي قام بزيارة ميدانية للمدينة القديمة رفقة عامل الإقليم. وتابعت المصادر نفسها أن بعض الأحياء البعيدة من وسط المدينة "تبقى مكتظة بالأزبال في فترات طويلة، بشكل يهدد صحة مختلف الكائنات الحية وتلوث المياه، ويهدد السلامة الصحية للساكنة، خصوصا في فترات ارتفاع درجة الحرارة ودرجة الرطوبة في المدينة الساحلية، وهو ما يتسبب في تكاثر الحشرات الضارة”. وزادت مصادر “أخبار اليوم”، أن المشاكل المرتبطة بقطاع النظافة، تتمثل في نقص كبير في تغطية الأحياء بحاويات جمع النفايات، وتدهور وضعية الحاويات المتوفرة، وعدم زيادة براميل جديدة، إضافة إلى ضعف أسطول الآليات ومحدودية الموارد البشرية، إلى درجة أن وتيرة تغطية الخدمة في بعض الأحياء، تناقصت إلى ثلاث مرات أسبوعيا بعدما كانت يوميا، أما خدمات “كنس الأزقة وغسل الشوارع”، فقد توقفت بشكل كلي منذ شهور. هذا وتجدر الإشارة إلى أن شركة “هينكول” هي شركة ألمانية في الأصل، قبل أن يبيعها أصحابها لمستثمر ريفي ينحدر من منطقة الناظور، والذي تربطه علاقات صداقة قوية مع عدد من المنتخبين في الجهة المنتمين إلى حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. وفي عدة مناسبات، عرفت مدينة العرائش احتجاجات صاخبة، من طرف العمال الذين كانوا يشتكون تأخر صرف أجورهم، وأيضا احتجاجات نشطاء المجتمع المدني المهتمين بالبيئة، منددين بتدهور خدماتها، كما أن منتخبين من المعارضة سبق أن دعوا المجلس الجماعي لتشكيل لجنة تتبع والمراقبة، غير أن طلبهم لم يقابل بالترحيب من لدنه. وكشفت مصادر عليمة، أن القدرة المالية لشركة «هينكول» “لن تتمكن من تحمل أعباء مرفق النظافة لجماعة حضرية بحجم مدينة العرائش ونواحيها، التي تعرف توسعا سكانيا وعمرانيا متزايدا”، كما أن المدة التي قضتها في التدبير المفوض لم تثبت نجاعتها، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ بنود كناش التحملات.