تسببت وفاة امرأة في عقدها الرابع يوم الخميس الماضي بعدما وضعت مولودها بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة صفرو، في إشعال احتجاجات بالمدينة، حيث نفذت عائلتها معية متضامنين معها، أغلبهم من النساء، وقفة احتجاجية أمام المستشفى دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرعها بصفرو، والتي طالبت بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الشابة، مخلفة وراءها ثلاث بنات ومولودها الذكر الحديث الولادة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم”، فإن وزارة الصحة كلفت مديريتها الجهوية بفاس، بإجراء بحث في وفاة الشابة، وإنجاز تقرير في الحادث، وهو ما دفع المسؤولين الصحيين بفاس، إلى التعجيل بإجراء تحليلات مخبرية تخص الهالكة لكشف ملابسات وفاتها وتحديد المسؤوليات. وأفاد مصطفى الخياطي، الفاعل الحقوقي بصفرو، في تصريح ل”أخبار اليوم”، أن الضحية المسماة قيد حياتها، سناء العكاد، وهي عاملة بالشركة المغربية- الفرنسية للنسيج، ولجت مستشفى محمد الخامس بصفرو يوم الجمعة ما قبل الماضي، عقب شعورها بمخاض الولادة، غير أن تعرضها لتدهور مفاجئ في صحتها، سببه نزيف دموي حاد، كما قالت إدارة المستشفى بصفرو، عجل بنقلها صباح اليوم الموالي إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، لتفاجأ عائلتها في مساء نفس اليوم بتلقيهم خبر وفاتها بقسم الولادة بالمستشفى الجامعي، فيما نجا جنينها من الموت. وأوضح المتحدث نفسه، أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبعد تجميعها لكل المعطيات، ثبت لها تقاسم مسؤولية وفاة عاملة النسيج بصفرو، بين المستشفى الجامعي لفاس والمستشفى الإقليمي لصفرو، وذلك بسبب الإهمال وبطء تعامل الأطباء مع حالتها والتي كانت تتطلب تدخلا طبيا عاجلا لإنقاذها من النزيف الدموي الحاد، والذي عجل بوفاتها بعد وضعها لجنينها، ولعل هذا ما دفعنا، يردف عضو المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة فاس- مكناس، مصطفى الخياطي، إلى تنفيذ وقفة احتجاجية حاشدة بصفرو، حضرتها عائلة الضحية ومتضامنون معها وعدد من النشطاء الحقوقيين، حيث طالبنا بفتح تحقيق في واقعة الوفاة، وتحديد المسؤوليات. من جهته، علق المندوب الإقليمي للصحة بصفرو، عبد السلام البقالي في اتصال هاتفي أجرته معه الجريدة، قائلا إن الضحية لما ولجت قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس بصفرو، خضعت للفحص بالصدى، وأظهر أن حالتها ووضعية جنينها في حالة طبيعية، قبل أن تفاجأ الطبيبة المولدة بنزيف دموي تعرضت له الضحية، رافقه نزول حاد في ضغطها الدموي، فيما أظهرت نتائج التحليلات التي أجرت لها، أنها كانت تعاني من فقر في الدم، مما عقد حالتها الصحية قبل الولادة، يضيف المسؤول الصحي بصفرو، وهو ما عجل بنقلها على وجه السرعة في نفس اليوم إلى المستشفى الجامعي بفاس، وهناك خضعت لعملية جراحية، انتهت بإنقاذ الجنين في عملية توليد قيصرية، فيما واجه الأطباء صعوبات لإنقاذ الأم بسبب تعرضها لنزيف دموي حاد، عجل بوفاتها، بحسب ما نقله مندوب الصحة بصفرو، عن تقرير أنجز في الموضوع بطلب من الإدارة الجهوية لمديرية الصحة بفاس. وبخصوص ما راج بصفرو، من غضب واحتجاج على نقل الهالكة من مستشفى محمد الخامس بصفرو إلى المستشفى الجامعي بفاس، على متن سيارة إسعاف تابعة للخواص لا تتوفر على تجهيزات طبية للإنعاش، أجاب المندوب الإقليمي للصحة بصفرو، عبد السلام البقالي، أن إدارته اضطرت إلى الاستعانة بسيارة إسعاف خاصة، نظرا لغياب سيارة الإسعاف الخاصة بالمستشفى، لأنها كانت خارج المدينة في مهمة استعجالية لنقل مريض نحو فاس، مشددا على أن حالة الهالكة الحامل كانت طبيعية، ولا تحتاج لسيارة إسعاف مجهزة بمعدات طبية، فرغم بداية النزيف الدموي الذي خلق لها بعض المشاكل الصحية، كانت تتكلم وفي كامل وعيها، وحرصنا نحن، يردف مندوب الصحة، كان هو التعجيل بنقلها إلى المستوى الثالث للعلاج بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس. واشتكى المندوب من قلة الموارد البشرية بقسم الولادة بصفرو، والذي يتوفر على طبيبة مولدة واحدة تباشر عملها، خصوصا بعد حصول زميلة لها مؤخرا من وزارة الصحة على قرار باستفادتها من التقاعد النسبي، فيما يتوفر طبيب مولد ثالث على ملف طبي يخص حالته الصحية، وهو ما حال دون تطبيق إدارة المستشفى لنظام الحراسة بقسم الولادة، والاكتفاء بالتوقيت العادي، يُورد المندوب الإقليمي للصحة بصفرو..