فتحت الإدارة الجهوية لوزارة الصحة بفاس تحقيقا للكشف عن ملابسات اختفاء جنين متوفى بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، وذلك بعد تلقي المندوب الجهوي للصحة لاتصالات هاتفية من قبل بعض المنابر الإعلامية لاستقاء رأي المصالح الصحية في قضية تعرض سيدة حامل، تحدر من أحد الأحياء الشعبية بالقرب من فاس العتيقة، لنزيف دموي حاد جراء تلقيحها بمستوصف حي صهريج كناوة باللقاح المضاد ل«أنفلونزا الخنازير»، وهو النزيف الذي عجلت مضاعفاته بموتها رفقة توأمين اختفى أحدهما في المستشفى في ظروف لا تزال مجهولة. وحكت هذه العائلة أن السيدة زكية الزاهي، وهي من مواليد 1971، قصدت مستشفى الحي، يوم الثلاثاء الماضي، لإجراء فحوصات نظرا إلى كونها حاملة بتوأمين في الشهر السادس، لكن طبيب المستوصف دعاها إلى تلقي جرعة من اللقاح ضد «أنفلونزا الخنازير»، قبل أن تعود إلى بيتها وهي محمومة، وظلت حرارتها تشتد إلى أن أسفرت عن نزيف دموي حاد في صباح يوم الأربعاء، فنقلتها العائلة، في غياب الزوج المياوم أحمد فرحان، إلى المستشفى الإقليمي الغساني، ليحيلها قسم المستعجلات بهذا المستشفى على قسم مستعجلات المستشفى الجامعي. وظلت حالتها تزداد تدهورا في غياب أي إسعاف لها. وبالرغم من أن وضعها الصحي كان يستوجب تدخلا طبيا عاجلا، فإنه طلب منها في كل من المستشفى الإقليمي والمستشفى الجامعي أن تنتظر دورها حتى تتمكن من رؤية الطبيب. ولم تلج قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي إلا في وقت متأخر من ليلة الأربعاء. وأفادت العائلة بأن هذه السيدة قد وضعت تحت «الحضانة» دون أي معطيات إضافية. وعندما قصدت العائلة المستشفى، في اليوم الموالي، أُخبرت بأن الأم قد توفيت وطلب منها تسديد فاتورة العلاج قبل تسلم الجثث لدفنها في أقرب مقبرة للعائلة. وأجريت عملية جراحية للأم لاستخراج التوأمين من البطن، وهي العملية الجراحية التي تساءلت العائلة عن ملابساتها ودواعيها. ولم تتسلم هذه العائلة إلا جثة الأم زكية الزاهي وجثة جنين واحد فقط، فيما اختفت جثة جنين ثان في ظروف مجهولة. ويذكر أن الهالكة خلفت ابنتين، الأولى تبلغ من العمر 13 سنة، والثانية لا تتجاوز 7 سنوات. وبالرغم من أن هذه الوفاة تثير الكثير من التساؤلات، فإن شهادة طبية مسلمة إلى العائلة تفيد بأنها كانت طبيعية. وأشار تحليل طبي أنجز للتوأمين مباشرة بعد دخول الأم إلى المستشفى إلى أنهما ذكران وأنهما على قيد الحياة وحالتهما طبيعية. ونفى الدكتور علال العمراوي، مدير الإدارة الجهوية لوزارة الصحة، أن تكون للقاح المضاد ل«الأنفلونزا» أي علاقة بالحادث، مؤكدا أن الأخبار التي تروج حول تأثيرات سلبية للقاح يمكنها أن تؤدي إلى الوفاة هي مجرد شائعات. وأوضح بالمقابل أن الحوامل يدخلن في خانة الحالات الهشة التي يهددها الموت في حالة الإصابة بال»أنفلونزا»، معتبرا أن هذه الهشاشة هي التي دفعت وزارة الصحة إلى توفير اللقاحات لهن في المرحلة الثانية من عمليات التلقيح ضد المرض. ورجح أن يكون النزيف الدموي الحاد هو الذي يقف وراء وفاة هذه السيدة، لمشيرا إلى أن تقريرا طبيا سيعد حول الملف لإزالة كل نقط الغموض المحيطة بهذا الحادث.