حوّل عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ووزراؤه وقياديوه، اجتماع مكتبهم السياسي المنعقد الجمعة الماضي بمدينة فاس، وبعده الملتقى الجهوي الأول لشبيبة الحمامة بقرية كيكو، التي احتضنت الملتقى أول أمس السبت، (حولوا) اللقاءين إلى حرب مفتوحة مع حزب رئيس الحكومة، العدالة والتنمية، حيث رد أخنوش على نعت العثماني لهم “بالمهرولين” لانتخابات 2021، فيما هاجم رشيد الطالبي العلمي،”إخوان العثماني”، مطالبا إياهم بالكشف عن تمويلهم الخارجي. أخنوش، الذي ترأس، أول أمس، بقرية كيكو التابعة لإقليم بولمان، الملتقى الجهوي لشبيبة حزبه بجهة فاس- مكناس، حضره أزيد من 1500 شابة وشاب يمثلون تسعة أقاليم بالجهة، خاطب غريمه وحليفه بالحكومة، سعد الدين العثماني، قائلا: “يتهموننا بأننا ندبر دكانا سياسيا، ويقولون عنا أننا كنديروا السياسة وكنوجدوا لانتخابات 2021، لذلك نجيبهم، نحن حزب سياسي يمارس السياسة، ولكننا ماتنديروش الانتخابات بمفردها”. وأضاف أخنوش أن حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب متماسك ومواقفه حاسمة، مشددا أن رفاقه وضعوا قبل سنتين من الآن بلقاء بوزنيقة، منهجية تنبني على العمل الميداني ومواصلة نضال القرب طيلة أيام السنة، الشيء الذي يُزعج بعض الأطراف التي تختزل العمل السياسي في البحث عن الأصوات الانتخابية، في إشارة لخصوم أخنوش بحزب العدالة والتنمية ضمن رده على هجوم سابق للعثماني على الأحرار، وهو الرد نفسه، الذي حرص بلاغ المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار المنعقد بمدينة فاس، على تضمينه ضمن الرسائل السياسية الموجهة من الأحرار إلى خصومهم وحلفائهم الحكوميين، حيث عبر البلاغ ذاته عن اعتزاز المكتب السياسي بحصيلة وزراء الحزب التي منحت الحصيلة الحكومية نفسا إيجابيا، وخاصة في ما يتعلق بخلق مناصب الشغل وجلب الاستثمارات. ونوه رئيس الأحرار، بشبيبة حزبه، والتي يُعول عليها كما قال في التجمع بقرية كيكو، لمحاربة من سماهم ب”العدميين”، ومواجهة من يسعون إلى هدم المغرب، بحسب تعبيره، حيث خاطب أخنوش أشبال حزبه: “اليوم، جئتم إلى قرية كيكو النائية، لترسلوا منها للملك محمد السادس، رسالة تقولون فيها، إنكم عملتم بنصائح جلالته، وولجتم ميدان السياسة لتحقيق التنمية والمضي ببلادنا قدما نحو مستقبل أفضل” . وكان لقاء كيكو، القرية الأمازيغية بامتياز وقلعة الحركيين بحزب العنصر، مناسبة وقف فيها أخنوش، عند قضية تنزيل اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانية للمغاربة، حيث كشف مخاطبا غالبية الشباب الحاضرين من أقاليم بجهة فاس- مكناس، ينحدر سكانها من قبائل أمازيغية، أن “حزب الأحرار وقف وقفة رجل واحد، حتى يمر القانون التنظيمي للأمازيغية المعروض للمناقشة والمصادقة في الغرفة الأولى”، موضحا أن “حزبه قال نعم، للغة العربية، وبعدها قلنا نعم، للغة الأمازيغية، ولكننا مازلنا ندعو إلى الانفتاح على اللغات الحية، لأن هذا الانفتاح، يردف أخنوش، سيجلب للمغرب إمكانيات خلق فرص كبيرة للشغل، وحجته على كلامه، أن الشركات العالمية بدأت تهتم بقضية الاستثمار بالمغرب، خصوصا بالمدن الكبرى التي تتمتع بالجاذبية كطنجة والقنيطرة ومكناسوفاس وأكادير. واشتكى أخنوش، من تأخر البرلمان في المصادقة على مشروع القانون الإطار للتربية والتكوين، حيث قال: “إن المغرب ضيع الكثير من الجهد، والمغاربة انتظروا طويلا، وما يزالون مع الأسف، لذالك نتمنى من جميع الفرق البرلمانية، أن تتوافق حتى يمر هذا القانون قبل نهاية ولاية البرلمان لهذه السنة مع أواخر شهر يوليوز، وهو ما جعل المكتب السياسي في اجتماعه الأخير بفاس، يوضح أخنوش، يركز في بلاغه السياسي، على المطالبة بتسريع المصادقة على القانون الإطار للتربية والتكوين، لتفادي أي مساس بمدخل أساسي من مداخل إصلاح المنظومة التعليمية ببلادنا، لأن أي تأخير سيكون فيه ضرر بمصالح أبناء المغاربة، وتكريس لحرمانهم من تكافؤ الفرص، يورد أخنوش في تحذيراته الموجهة لحكومة سعد الدين العثماني. وبخصوص الانتقادات التي واجهها “حزب الحمامة” بسبب تدبيره لوزارة الشباب والرياضة، عقب الخروج المبكر للمنتخب المغربي من “الكان” المنظم بمصر، علق أخنوش بقوله: “لدينا فريق وطني من مستوى عال، يدربه مدرب يعشقه المغاربة، كما قال أخنوش، حيث طلب من الشعب المغربي مواصلة تشجيع الفريق المغربي رغم الهزيمة، فيما انتقد بقوة تسييس المجال الرياضي، خصوصا كرة القدم، في رسالة قوية موجهة للفرق البرلمانية التي انتقدت أداء الوزارة والجامعة الملكية، ومن بينهم فريق”البيجيدي”. من جهته، هاجم رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، وعضو المكتب السياسي للأحرار، منتقديه بسبب ما صرح به بمجلس النواب بخصوص كبوة أسود الأطلس بمصر، حيث وجه مدفعيته الثقيلة صوب حزب العدالة والتنمية، وخاطبهم بقوله: “كنا ساكتين لكن بغاو يبداو وحنا موجودين ليهم، أول حاجة حنا الدعم ديالنا في الأحرار معروف، نأتي به من جيوب المناضلين ديال الحزب، لكن خليهم هوما يقولو لنا منين كيجيبو داك التمويل الأجنبي”. واتهم الطالبي العلمي، خصومه ومنتقدي وزارته بالاستغلال السياسوي للرياضة، كما قال في كلمته بالملتقى الجهوي لشباب حزبه بقرية”كيكو”، مضيفا أن الرياضة، لها قيم كونية وإنسانية حددتها اللجنة الأولمبية والأمم المتحدة، لكنها لا توجد في المشروع المجتمعي لخصوم حزبه، لأنها تتعارض مع فكرهم، في إشارة موجهة لحزب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، خصوصا أن الوزير الطالبي العلمي، عاد في نهاية كلمته، ليقدم توضيحا عن”التقواس”، الذي تحدث عنه بقبة البرلمان، حيث قال: “لما تكلمت عن التقواس، فالخصوم المعنيون يعرفون قصدي، لذلك لجؤوا إلى تحوير النقاش، وأنا أقول لهم من قرية كيكو، إنكم تنتظرون كعادتكم الفرص لتتلذذوا بهزيمة خصومكم، وهذه ليست بثقافة المغاربة، فكلما أصاب شخص مكروه ما، فإن المغاربة يهبون لمؤازرته والتخفيف من وقع المصيبة عليه، أما المتلذذون، يجدون لذتهم في المتاجرة بآلام الشعوب، بحسب تعبير الوزير رشيد الطالبي العلمي، في أقوى هجوم له على”البيجيدي”بتجمع شبيبة حزبه بقرية كيكو.