المغرب يراهن بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية لتعزيز وتحديث وتطوير أسطوله الجوي والبري بعد تحذيرات الرئيس الأمريكي المثير للجدل، دونالد ترامب، بفرض عقوبات مختلفة على كل الدول التي ستقوم بشراء أي أسلحة من روسيا والصين، كما يحدث اليوم مع إيران وتركيا. هذا الإقبال الكبير للجيش المغربي على الصناعة الحربية الأمريكية في السنوات الأخيرة أصبح يثير مخاوف وتوجس المخابرات العسكرية الإسبانية التي تراقب على مدار اليوم تحركات المغرب لتعزيز قدراته الحربية، وهي المخاوف التي تسربها المخابرات العسكرية الإسبانية عبر تقارير لبعض المواقع المتخصصة في الشأن العسكري التابعة لها. في هذا الصدد، كشف موقع الدولي “ديفينسا”، المتخصص في الشأن العسكري والقريب من الاستخبارات العسكرية الإسبانية، أن المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية توصلا إلى اتفاق جديد يقضي بدعم الأسطول الجوي المغربي من الطائرات الحربية إف 16 مقابل 250 مليار سنتيم تقريبا. وأوضح الموقع قائلا: “وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع محتملة لمعدات عسكرية أجنبية للمملكة المغربية، بهدف مواصلة دعم أسطولها الحالي من طائرات إف 16 بتكلفة مالية تقدر بنحو 250.4 مليون دولار”. وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة الأمريكية حصلت على الضوء الأخضر من وكالة الولاياتالمتحدة للتعاون الأمني والأمني، بعد تسلمها الشهادة المطلوبة لإبلاغ الكونغرس بهذه الصفقة المحتملة. الخبير المغربي المتخصص في الشؤون العسكرية، عبد الرحمان المكاوي، أكد ل”أخبار اليوم”، أن الاضطرابات والتحديات الأمنية الدولية، أصبحت تفرض على المغرب تعزيز أسطوله الحربي. وأوضح قائلا: “بعد احتجاز السفينة الإيرانية في جبل طارق أصبحت المنطقة حساسة. إذ أن المغرب مرغم على إيجاد الوسائل المضادة لمواجهة المخاطر التي أصبحت تنتقل من الشرق شيئا فشيئا إلى البحر الأبيض المتوسط”. وبخصوص تفاصيل الاتفاق المحتمل بين المغرب وأمريكا، أبرز المصدر أن الحكومة المغربية طلبت من الأمريكان الاستمرار في دعم وتزويد أسطولها الحالي من طائرات إف 16 بمكونات حربية مثل: معدات الدعم، واللوازم، وقطع الغيار، ومواد التدريب، ومواد التدريب لطاقم طائرات إف 16. إلى جانب دعم الأسطول المغربي بالمنشورات والوثائق التقنية والمواد اللازمة لدعم صواريخ AMRAAM وقنابل JDAM وPAVEWAY؛ علاوة على معدات الدعم والتجريب، والتكامل والاختبار. وتابع أن الحكومة المغربية طلبت دعم نظيرتها الأمريكية والدعم من حكومة الولاياتالمتحدة وخدمات الدعم اللوجستي والعناصر الأخرى ذات الصلة بالدعم اللوجستي والبرنامجي. كل هذا مقابل 205 مليون دولار. عبد الرحمان المكاوي أوضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تراهن على المغرب في المستقبل في المنطقة، لهذا تسعى إلى تطوير وتعزيز الأسطول الحربي الجوي والبري للمغرب. وتابع أن الجيش المغربي أصبح يعتمد بشكل كبير على مزوده التاريخي بالأسلحة وهو أمريكا. وشرح أن الصناعة الحربية الأمريكية بلغت تكنولوجيا الجيلين الرابع والخامس، لهذا تترك لحلفائها مثل المغرب بعض الأسلحة من الأجيال السابقة التي أصبحت نوعا ما متجاوزة”، كما أن بعض الأسلحة الأمريكية تحتاج إلى الصيانة، وقطع الغيار، ودعمها تكنولوجيا وبمبتكرات جديدة، ما يجعل أمريكا تمررها لحلفائها. وبين أن ما تقوم به أمريكا يدخل في إطار إعادة انتشار الأسلحة لكي تبقى قريبة من مسارح العمليات، لأن هذه الأسلحة وإن سلمت للمغرب تبقى أمريكية. وبخصوص قيمة الصفقة 250 مليون دولار، يرى المكاوي أنها عادية مقارنة مع أسعار الأسلحة المتطورة. وكما سبق وكشفت “أخبار اليوم”، عاد المصدر ذاته ليشير إلى أن الاتفاق المغربي الأمريكي الجديد، جاء بعد أن وافقت الخارجية الأمريكية، في مارس الماضي، على أضخم صفقة أسلحة مع المغرب ببيع 25 طائرة عسكرية من طراز "إف 16/ بلوك 72" من الجيل الجديد. وبلغت قيمة الصفقة 3,8 مليار دولار، أي نحو 374 مليار درهم، هذا إلى جانب تحديث وتطوير ل23 مقاتلة من النوع نفسه اقتناها الجيش الملكي قبل سنوات بكلفة تناهز مليار دولار، ما يجعل الصفقة تصل إلى حوالي 5 ملايير دولار. وتعد الصفقة الجديدة الأكبر والأضخم في صفقات التسلح المغربية منذ سنة 2008، حيث كان قد أبرم صفقة مماثلة مع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية لاقتناء طائرات "إف 16" بقيمة 2,4 مليار دولار. واستطرد المصدر أن "إف 16/ بلوك 72" تتوفران على الرادار الجديد المتطور ” radar Northrop-Grumman ” المزود بالمسح الإلكتروني AESA، وAPG-83 المعروف ب”المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا”. ويمنح رادار صفيف المسح الإلكتروني APG-83 للطيارين رؤية لا مثيل لها لرصد الهدف، إلى جانب أنه مزود بشاشات الخرائط الرقمية جنبا إلى جنب نظام الاستشعار IRST. كما أن طائرات "إف 16/ بلوك 72" عُززت بشاشة عرض كبيرة عالية الدقة (CPD) وقدرة بيانات عالية السرعة. إلى جانب أن قدراتها العملية حُسنت من خلال نظام جديد لرابط البيانات يسمىTheater Data Link ، Link-16. كما أن هذه الطائرات محصنة أيضًا بنظام منع التصادم الأرضي التلقائي (GCAS). ويرى عبد الرحمان المكاوي أن الاستخبارات العسكرية الإسبانية تتابع في السنوات الأخيرة كل التطورات والتحديثات التي يقوم بها الجيش المغربي، إلى درجة أن همهم الوحيد هو ما يفعله المغرب، بينما الهدف الرئيس للمغرب هو تأهيل قواته المسلحة وجعلها في مستوى القوات العسكرية الأوروبية..