يبدو أن معركة سياسية قوية تلوح في الأفق بين حزبي الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، في جهة شمال المملكة. أولى إرهاصاتها مهاجمة الأول لحزب علال الفاسي بسبب مهرجان ديني، رأى فيه رفاق حكيم بنشماس محاولة ل “تسخير الإشعاع الجماهيري لضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، لأغراض انتخابوية وأهداف سياسية”. جاء ذلك في بلاغ للكتابة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم العرائش، صدر السبت الماضي، استنكر من خلاله حزب الجرار ما وصفها ب “ممارسات مشوهة لمسار بناء دولة الحق والقانون، والمتحدية لمبدأ فصل السلط ولقانون الأحزاب وللظهير الملكي المنظم لمهام ووظائف نقباء الأشراف والقيمين الدينيين”، وذلك بسبب “تواجد مكثف لقيادات حزب الاستقلال في موسم ديني لخدمة أجندة ذات أبعاد انتخابية وسياسية”، بحسب وصفه. وأضاف البلاغ الذي نشر على البوابة الرقمية للحزب، أن الكتابة الإقليمية للبام تابعت بأسف وقلق بالغين ما اعتبرتها “الانزلاقات الخطيرة التي تخللت الفعاليات الرسمية للموسم السنوي للولي الصالح والقطب الصوفي مولاي عبد السلام بن مشيش بجماعة تزروت، والمحتفى به يوم الاثنين فاتح يوليوز الجاري وما رافقها من تجييش مشبوه لقيادات ومسؤولي حزب الاستقلال إقليميا ووطنيا وإخراج رديئ يروم تسخير الإشعاع الجماهيري والشعبي الواسع لضريح مولاي عبد السلام، الذي له مكانته الاعتبارية ونفوذه الروحي والرمزي الواسع إقليميا ووطنيا”. وعبرت هيئة منتخي البام بحسب نفس المصدر، عن قلقها مما وصفته “الاستغلال الفج للمناسبات الدينية ورموزها خدمة أهداف وأجندات انتخابية وسياسية ضيقة”، مشيرا إلى أن واقعة مماثلة تعود إلى 23 من شهر مارس الماضي عندما ترأس الأمين لحزب الاستقلال نزار بركة القافلة التواصلية بإقليم العرائش، والتي مرت عبر دائرة مولاي عبد السلام بن مشيش، بحضور نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة. وأضاف، أن “نقيب الشرفاء العلميين صعد إلى صدر المنصة التي خصصت للقافلة التواصلية بمركز جماعة بني عروس، إلى جانب الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة”، كما أن عبد الهادي بركة، يضيف نفس المصدر، “اتصل ببعض فقهاء المساجد وحثهم على استخدام مكبرات المساجد لدعوة عموم المواطنين للالتحاق بالتجمع المنعقد بمقر الزاوية، الذي يحتضن مقر المكتب الفرعي لحزب الاستقلال”. وحمل منتخبو حزب الأصالة والمعاصرة “المسؤولية لنقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة لعدم حياده وعدم ترفعه عن الحسابات الحزبية الضيقة، وإصراره على تقديم خدمات سياسية حزبية على حساب سائر الألوان السياسية الأخرى، وهو ما أدى إلى هشاشة نقابة الشرفاء العلميين بسبب الاستغلال السياسي المذكور والتمادي فيه”. وامتد بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة أبعد من الشجب والاستنكار، مطالبا كلا من وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ب “فتح تحقيق في الموضوع وتطبيق القانون بمنع الجمع بين المجال الديني والروحي مع السياسي”، داعية “كل الهيئات السياسية إلى تبني هده القضية والنضال من أجل إنفاذ القانون وردع تفشيها”. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحضر فيها قادة حزب الاستقلال لأنشطة ذات بعد روحي وثقافي، فقبل هذه المناسبة، كان حزب الاستقلال نزل بقوة تنظيمية خلال مهرجان “ماطا للفروسية”، والذي تم إحياؤه قبل ثلاثة أسابيع في قرية “عياشة” بإقليم العرائش، والتي ينحدر منها الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، إذ عرف حينئذ حضور الأمين العام للحكومة السابق، إدريس الضحاك، ووالي جهة طنجة محمد مهيدية. من جهة أخرى، سبق للأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة، أن صرح خلال مهرجان خطابي في طنجة شهر يونيو الماضي، أن حزب الميزان يستمد مذهبه السياسي من المرجعية الإسلامية والثوابت المغربية، لكنه لا يستخدم المقدس ورمزيته في العمل الحزبي والتنافس السياسي، ولا في النزلات التعبوية خلال الاستحقاقات الانتخابية.