في خطوة مريبة وغريبة، لجأ دفاع المشتكيات بالصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس “أخبار اليوم” و”اليوم 24″ إلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية، طالبين الضغط على معهد دولي للصحافة استصدر موقفا مناصرا لبوعشرين، للتراجع عنه موقفه. وعلم “اليوم 24” أن هيأة دفاع ما يسمى بالمشتكيات، سلمت رئيس النقابة، عبد الله البقالي، في لقاء به، هذا الأسبوع، رسالة تطلب منه القيام بدور “السخرة” ومراسلة المعهد الدولي للصحافة، بعدما أصدر المعهد رأيا حول قضية بوعشرين، أزعج دفاع المشتكيات. المعهد الدولي للصحافة أصدر بلاغا دعا فيه إلى إطلاق سراح توفيق بوعشرين بناء على التقرير الأممي الصادر في قضيته، وهو ما لم يرق لدفاع المشتكيات الذي وجه رسالة إلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يدعوها من خلالها إلى التدخل بمراسلة المعهد الدولي للصحافة، والضغط عليه للتراجع عن موقفه المؤيد لبوعشرين، بل وإصدار موقف آخر ضد ما عبر عنه! الرسالة التي سلمها الدفاع للبقالي، والتي تقع في ست صفحات اطلع عليها “اليوم 24″، وجه فيها دفاع المشتكيات اتهامات للمركز الدولي بالتأثير على القضاء المغربي، مطالبا إياه بالتراجع عن بلاغه أو إصدار بلاغ آخر. وعوض أن تقوم هيأة الدفاع بذلك بنفسها، لجأت إلى النقابة الوطنية للصحافة، طالبة منها القيام بدور “السخرة”، خاصة وأن الأمر يتعلق بمعهد دولي له سمعة عالمية. الرسالة التي اصطلع عليها “اليوم24″ تتضمن أسماء مشتكيات لسن صحافيات ولا علاقة لهن بالصحافة بشكل مطلق. إلى ذلك، أكد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربي في حديثه ل”اليوم 24” توصله برسالة دفاع المشتكيات واستقباله لهم، حيث قال إنهم عبروا له عن انشغالهم بمضمون بلاغ المعهد الدولي للصحافة. وقال البقالي إن نقابته تقف موقف حياد في قضية بوعشرين “لا مع هذا الطرف ولا مع ذاك”، مؤكدا أن أجهزة نقابته لم تجتمع بعد لاتخاذ قرار في موضوع نقل احتجاج دفاع المشتكيات في ملف بوعشرين للمركز الدولي للصحافة، إلا أنه استطرد بالترجيح إلى أن نقابته غالبا ستقبل نقل هذه الرسالة. الرسالة التي يقول البقالي إن “نقابته” ستتدارس موضوع نقلها ستضم أسماء مشتكيات لا علاقة لسن صحافيات ولا علاقة لهن بالصحافة، وعلى الرغم من ذلك، فإن نقابة البقالي استقبلتهن. من جهته، قال النقيب زيان، عضو هيأة دفاع الصحافي توفيق بوعشرين، إن ما قامت به هيأة دفاع المشتكيات محاولة بائسة، ورد فعل طرف منهزم بعد الموقف القوي الذي عبر عنه المعهد الدولي للصحافة في قضية بوعشرين. وأضاف زيان، في تصريح لموقع “اليوم24” أن المعهد الدولي للصحافة مؤسسة لها سمعتها وموقفها الذي أعلنته بلسان رئيستها، وهي امرأة، نال وقته من الدراسة والتمحيص، وخرج بالنتيجة التي يخرج كل من تناول قضية بوعشرين بالدراسة والبحث العميق والمسنود بالوثائق والأدلة، بعيدا عن الأكاذيب. وقال زيان “نقابة الصحافة عليها أن تصدر بلاغا تفضح فيه خطوة دفاع المشتكيات الذي أراد أن يورطها في فعل غير قانوني ولا أخلاقي، وأن يأكل الثوم بفمها”، مضيفا “دفاع المشتكيات يعرف أن لا وسائل له لإقناع المعهد الدولي للصحافة لإصدار موقف غير ما أعلن عنه، ولذلك، أراد توظيف نقابة الصحافة كجهاز في هذا العمل اللا أخلاقي”. وزاد “لكن إذا سايرت النقابة دفاع المشتكيات، فلتعرف بأنني سأواجهها في المحاكم داخليا وعلى الصعيد الدولي، لأنها لم تلتزم الحياد ولأنها مست بحق البراءة في حق موكلي الذي لا تزال قضيته معروضة على القضاء، ولن ينل إلى حد الآن حكما حائزا لقوة الشيء المقضي به”. وزاد “المس بالبراءة يكون موضوع مساءلة جنائية ومدنية”. وكان المركز الدولي للصحافة، قد دعا إلى إطلاق سراح الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسسة جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24″، وذلك بناء على ما توصل إليه فريق العمل الأممي المعني بالاعتقال التعسفي، كون بوعشرين معتقل تعسفيا بسبب آرائه وكتاباته. وقال المعهد الدولي، وهو شبكة عالمية من المحررين والمديرين التنفيذيين، لوسائل الإعلام والصحفيين البارزين، المناضلين من أجل حرية الصحافة، إن "اعتقال بوعشرين والحكم عليه، تم باعتباره ناشرا معروفا، وأن الملف له دوافع سياسية وجاء ردا على عمله الصحافي". وأوضح المعهد الدولي على موقعه الإلكتروني، أن "المغرب يجب أن يجيب على المخاوف التي أثارها خبراء حقوق الإنسان في العالم بشأن هذه القضية"، عقب ما كشفت عنه زوجة توفيق بوعشرين، فيما يخص تحذير الصحافي الراحل جمال خاشقجي لبوعشرين، وما ورد في تحقيق صحيفة "الغارديان". من جانبها اعتبرت مديرة المعهد الدولي للصحافة، باربرا تريونيفي، أن "الحكم على بوعشرين، وهو ناقد معروف لكل من الحكومتين المغربية والسعودية، جاء لدوافع سياسية وردا على عمله الصحفي".