عرفت مدينة تيزنيت مؤخرا، مسيرة احتجاجية شارك فيها سكان المدينة الذين عبروا عن عدم رضاهم عما يعيشونه من غبن ناجم عن السياسات الحكومية والتهميش، وأيضا ما وصفه التيزنيتيون في مسيرتهم بغياب العدالة المجالية، وتردي الأوضاع الصحية وتفاقم البطالة، وغيرها من الأسباب التي دفعت عددا من أبناء المدينة للسير في مسيرة الغضب، بمشاركة الهيئات والتنظيمات الحقوقية والنقابية والجمعوية والسياسية في المدينة. وانطلق الاحتجاج على شكل وقفة، تحولت بسرعة إلى مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة مسجد السنة وسط المدينة، وصولا إلى ساحة المشور داخل المدينة العتيقة، مرورا بشارع الحسن الثاني. وبالرغم من أن المسافة التي قطعتها المسيرة ليست بالطويلة، إلا أن عدد المحتجين يمكن اعتباره بغير العادي، والذي لا تشهده عادة مدينة هادئة كتيزنيت، التي صار سكانها في الآونة الأخيرة يشكون ترحيل المهاجرين جنوب الصحراويين ومرضى نفسيين إليها قسرا من مدن المركز ومدن الشمال، دون أن يستفيد هؤلاء من الخدمات الأساسية وفقا لم تنص عليه المواثيق والاتفاقيات الدولية، وهو ما أكده أيضا ناشطون في إقليمتيزنيت. وجاء في بيان وقعته هيئات حقوقية ونقابية وجمعوية وسياسية، أن سكان تيزنيت يرفعون صوتهم للتعبير عن الرفض بشعار “أوهوي” (لا بالأمازيغية)، أمام ما تم وصفه بالمخططات التي تستهدف التيزنيتيين، مع التعبير عن أن السكان مستعدون لمواجهة التحديات الإقليمية والمخططات الممنهجة، معبرين أيضا عن تضامنهم مع الناشطين في حراكات سابقة شهدتها مدن ومناطق مغربية كالريف وجرادة وبوعرفة وغيرهم، وإطلاق سراح معتقليها. وندد البيان بالتردي الذي يسجله قطاع الصحة، من نقص في الأطر الطبية خصوصا في قسم الولادة وعدم تعويض الأطر الطبية المنتقلة إلى خارج الإقليم أو المتقاعدين في القطاع. كما أشار بيان الهيئات المشترك إلى وجود تعثر في المشاريع الحيوية في المدينة، كالمحطة الطرقية والحي الصناعي والمعهد الموسيقي. كما شدد المحتجون في بيانهم على استفحال معدلات العطالة في إقليمتيزنيت، بسبب غياب المشاريع التنموية الكفيلة بامتصاص واستثمار الطاقات الشابة. كما ندد البيان بما وصفه سعيا لجعل منطقة أولاد جرار التابعة للإقليم والواقعة جنوبتيزنيت بحوالي 15 كلم، مطرحا للمواد السامة الخطيرة على البيئة والصحة، وذلك بعد الفشل في إطلاق محطة حرارية في تيزنيت. وقال عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تيزنيت الطيب بوزياني، إن المسيرة نظمت في يوم واحد فقط، ونظرا للاحتقان المستشري في صفوف المواطنات والمواطنين، فإنه من الممكن أن يتم التقرير في الشكل الذي يمكن أن يتخذه حراك على الأبواب في تيزنيت. وقال بوزياني إن السكان كان لهم تفاعل إيجابي بشكل لم يكن مسبوقا في مدينة لا تشهد عادة زخما كبيرا في الاحتجاجات. وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الاحتقان الشعبي كبير في المدينة ونواحيها، والمسيرة التي شهدتها تيزنيت يمكن اعتبارها بمثابة جرس إنذار، معتبرا بأن ما سيحدث مستقبلا لا يمكن توقعه بشكل حاسم. وقال بوزياني إن السلطات وأيضا الجهات المعنية بالدلو بدلوها للتواصل والتجاوب مع ما تشهده المدينة من احتقان وغضب كبيرين، أو التفاعل إيجابا مع “مسيرة الغضب”، لم تقدم أي رد فعل أو تفاعل مع مطالب المحتجين..