بعد مقاطعة امتحانات الدورة العادية، قرر الطلبة الأطباء مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية، وذلك في تصعيد جديد ضد الحكومة، التي كانت قد دعت الطلبة الأطباء إلى اجتياز الامتحانات الاستدراكية، وهو ما ينذر بوصول الأزمة إلى النفق المسدود. الأساتذة، حسب مصدر من التنسيقية، عقدوا الجموع العامة يوم الثلاثاء الماضي للتشاور في أمر اجتياز الامتحانات الاستدراكية من عدمها، غير أن أكثر من 90 في المائة صوتوا مع المقاطعة. وأضافت المصادر ذاتها أن أغلب الطلبة يرفضون اجتياز الامتحانات بدون تعويض الدروس التي قاطعوها خلال ثلاثة أشهر الماضية، بالإضافة إلى تحقيق ملفهم المطلبي، الذي يرتكز، أساسا، على تحقيق النقاط التي وردت في محضر 2015، والنقطة المتعلقة بالإقامة، ثم تعويضات طلبة السنة السابعة. وفي الوقت الذي لوّحت الوزارة بتطبيق مسطرة الطرد في حق طلبة الطب، أكد الطلبة الاستمرار في المقاطعة حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم، مشددين على أنهم مستعدون لسنة بيضاء. ومع الاستمرار في المقاطعة قررت الجموع العامة مواصلة التواصل مع جميع الفرقاء السياسيين والمدنيين من أجل التعريف بقضيتهم ودعمهم، حيث أكدت مصادر من التنسيقية أن الوساطة البرلمانية متوقفة منذ مقاطعتهم للامتحانات، وأنهم تواصلوا معهم، لكن لم يتلقوا ردا منهم. كما يستعد طلبة الطب والصيدلة للعودة إلى الشارع، حيث فوضت الجموع العامة، لقيادة التنسيقية، مهمة تحديد تاريخ لمسيرة وطنية جديدة، ينتظر أن تنطلق بوقفة أمام وزارة الصحة وتتجه نحو مقر البرلمان وسط العاصمة الرباط. من جهة أخرى، طلب الأساتذة بكلية الطب، الذين يقودون الوساطة بين الطلبة والحكومة، لقاءً مع وزير التربية الوطنية، للبحث عن حل للأزمة، حيث يقترح الأساتذة الذين يقفون بجانب طلبتهم، إعادة فتح الحوار بين الطرفيين والمتوقف منذ ماي الماضي للبحث عن توافق، كما يقترحون تعويض الدروس التي قاطعها الطلبة، على أساس أن يجتازوا الامتحانات عند الانتهاء من المحاضرات. هذا، وكان قد طلب مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، من الطلبة العودة إلى أقسامهم، حيث أكد خلال لقائه بهم، أنه يجب الاشتغال بمنطق خذ وطالب، وإلا فإن الإضراب عن الدراسة ومقاطعة الامتحانات لن يكون ضحيته إلا الطلبة أنفسهم وأسرهم، وكذلك، المنظومة التعليمية الطبية العمومية التي سوف تضعف الثقة فيها بسبب هذه الحركة الاحتجاجية، وهو ما سيؤدي إلى أن تصبح المنظومة الأخرى محل ثقة أكبر من قبل الطلبة المرشحين وأولياء أمورهم، خاصة هذه السنة.