حظوظ تحقيق حلم المغاربة في تنظيم مونديال 2030، بعد الفشل في حيازة تنظيم مونديال 2026، تتهاوى بعدما أصبح المغرب خارج حسابات الترشح الإسباني والبرتغالي، عن أوروبا الجنوبية، للتنافس من أجل استضافة هذه التظاهرة العالمية. وعلى الرغم من سعي الحكومة الاشتراكية الإسبانية الحالية، بقيادة رئيسها بيدرو سانتشيز، إلى التقدم بملف مشترك بين مدريد ولشبونة والرباط، وذلك ما أكده بعد استضافته من لدن الملك محمد السادس، يوم 19 نونبر الماضي بالقصر الملكي بالرباط، عندما قال إنه عرض الفكرة على الملك ولقيت استحسانه؛ فإن الاتحاديين الكرويين الإسباني والبرتغالي فاجآ الجميع، أول أمس السبت، بالإعلان الرسمي عن تقدم مدريد ولشبونة بملف مشترك لاستضافة مونديال 2030، بالتنسيق مع حكومتيهما، دون أن يعرجا على ذكر المغرب. لكن بعض المصادر الإسبانية ترجح إمكانية أن يكون موقف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الرافض لملف أوروبي جنوبي مشترك مع المغرب هو السبب الرئيس لإبعاد أو ابتعاد المغرب عن الترشح الإسباني البرتغالي. في هذا الصدد، أكد الاتحادان الكرويان الإسباني والبرتغالي، رسميا، أول أمس السبت، أنهما سيتقدمان بترشح مشترك للتنافس في احتضان مونديال 2030، وأنهما أبلغا حكومتيهما بالقرارات التي توصلا إليها، وأنهما يحظيان «بدعمهما وتأييدهما كليا». من جانبها، اكتفت صحيفة «آ س» الإسبانية، التي كانت تروج إلى حدود الأمس القريب تنظيم مونديال مشترك مع المغرب، بالقول إنه سيكون على الملف المشترك الإسباني البرتغالي مواجهة الملف الأمريكي الجنوبي بين الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي، دون أن تتطرق لا من قريب أو من بعيد إلى إبعاد أو ابتعاد المغرب عن الملف البرتغالي الإسباني. لكن صحيفة «ماركا» الإسبانية، الواسعة الانتشار، كذلك، علقت على وجود المغرب خارج الملف الإيبيري قائلة: «في البداية، قيل إن المغرب سيكون جزءا من الترشح الإيبيري، لكن ألكسندر تشفيرين، الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كان يفضل دائمًا الترشيحات المشتركة بين الاتحادات القارية، وهو الأمر الذي حدث مع الملف الذي تقدمت به إسبانيا والبرتغال». وقال موقع «غول» الشهير إن «عدم ذكر المغرب في بلاغ الاتحاد الكروي الإسباني حول الملف الإيبيري المشترك، يعني أنه خارج هذا الترشح». في المقابل، تبقى هناك إمكانية أن يكون المغرب فضل الابتعاد عن الملف المشترك بين إسبانيا والبرتغال في أفق التقدم بمفرده للتنافس في احتضان مونديال 2030، أو التقدم بملف مشترك مع تونس والجزائر، عن إفريقيا والمغرب العربي، لاسيما أن وزير الشباب والرياضة الجزائري السابق كان قد أعرب عن الأمل في التقدم بملف مشترك بين تونس والجزائر والرباط. فرضية أن يكون المغرب قد ابتعد ولم يبعد عن الملف الإيبيري، قد تجد تفسيرها في جواب للناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يوم 22 نونبر 2018، عقب المجلس الحكومي، عندما سئل عن موقف المغرب بخصوص مقترح بيدرو سانتشيز، حيث قال: «عندما سيتخذ أي قرار، سيُعلن»، لكن الحكومة المغربية لم تجب وسائل الإعلام إلى حدود الساعة، لا بالإيجاب ولا بالرفض. وهي الفرضية التي تؤكدها صحيفة «صوت أستورياس» الإسبانية بالإشارة إلى أنه رغم عرض بيدرو سانتشيز على المغرب التحاق بالملف المشترك الإسباني والبرتغالي، فإن «المغرب أَبْلَغَه بأنه يرغب في التقدم بملف الترشح بمفرده» لمواجهة الملف الأمريكي الجنوبي اللاتيني الذي يضم الباراغواي والأروغواي والأرجنتين، وربما التشيلي. من جانبه، قال الباحث المغربي المختص في الشأن الرياضي، منصف اليازغي، في تصريح ل«أخبار اليوم»: «مع إعلان الترشح المشترك بين إسبانيا والبرتغال دون المغرب، يظهر أنه انتهى موضوع الاحتضان المشترك للمونديال بين قارتين، وأن الأمر أصبح يقتصر على دولتين أوروبيتين، وهو ما يتماشى مع دعوة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي اعتبر أن ترشحا يجمع قارتين أمر غير مقبول، علما أنه كان يمكن أن يكون مقبولا». وأضاف اليازغي أن إسبانيا كانت ترغب في إدراج المغرب في الملف المشترك الإيبيري، نظرا إلى التجربة التي راكمها المغرب في الترشح لتنظيم المونديال، وكذلك التعاطف الذي يحظى به بين الاتحادات الدولية لكرة القدم، فضلا عن دعم الاتحادات الإفريقية والعربية والإسلامية للمغرب، لكن ربما ترى إسبانيا أن تنظيم ملف مشترك مع المغرب أصبح مستبعدا؛ نظرا إلى الموقف الأوروبي الرافض للترشح القاري المشترك، أو يمكن أن إسبانيا تعتقد أن الملف المشترك قد يكون عقبة أكثر من كونه عاملا مساعدا لربح هذا الرهان. وأضاف أنه في ظل رفع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2030 إلى 48 منتخبا، أصبحت مأمورية المغرب في احتضان المونديال صعبة، لأن التنظيم لا يقتصر على التوفر على الملاعب، بل كذلك على البنيات التحتية الترفيهية..