في الوقت الذي يقبع فيه تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الخاص بافتحاص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في السرية، رغم مرور أكثر من عام على نشر «أخبار اليوم» خلاصاته الصادمة؛ دخل المكتب في خطوات تمس بعض الاختلالات الكبرى التي وقف عليها قضاة مجلس إدريس جطو. ويقول التقرير الأولي، الذي كانت «أخبار اليوم» قد حصلت عليه، بشبه انعدام المراقبة الصحية للمنتجات الغذائية الأساسية في المغرب، خاصة منها الخضر والفواكه واللحوم والحليب والنباتات العطرية. وقد أصبحت النباتات العطرية موضوع حملة غير مسبوقة من جانب المكتب، حيث أصدر بيانا يقول فيه إنه شرع في مراقبة مادة «النعناع» من خلال إخضاع عينات مأخوذة من أسواق الجملة والأسواق الكبرى للتحليلات المخبرية. كما أعلن المكتب إتلاف حقول النعناع التي ثبت استخدام أصحابها مبيدات غير مرخصة. وكان التقرير الأولي لمجلس جطو قد اعتبر جل النباتات العطرية المتداولة في المغرب خارج نطق المراقبة، وغير مطابقة للمعايير الصحية الدنيا المعمول بها في هذا المجال.