اهتز المغاربة، صبيحة عيد الفطر، على وقع فيديوهات تُوثق لإعتداءات “شنيعة” تعرضت لها فئات من جماهير الكوكب المراكشي وهي في طريقة عودتها بعد إنتهاء مباراة آولمبيك آسفي والكوكب، برسم الجولة 29 من الدوري المغربي للمحترفين، انتهت هذه المباراة وفقا لما عاين “اليوم24” بعدد كبير من الجرحى، نُقلوا يوم العيد صوب مستشفى محمد الخامس بآسفي، وآخرين هربوا مسرعين تجاه مراكش مع جروح غائرة، بينما تعرضت العشرات من السيارات والحافلات للتكسير والتهشيم، قبل وبعد نهاية المباراة. وخلصت الأحداث، وفقا للأبحاث الأولية التي تجريها الشرطة القضائية، بأمر من النيابة العامة، إلى اعتقال تسعة أشخاص، ضمنهم 8 قاصرين وشخص راشد شاركوا في ارتكاب هذه الأفعال “الإجرامية”، وفقا لبلاغ المديرية العامة للأمن الوطني. قبل المباراة.. قبل مباراة آولمبيك آسفي والكوكب المراكشي، بحوالي أسبوع، احتد الصراع بين الجمهورين بشكل مثير، بينما كانت جماهير آسفي، برمجت موعدًا مع فريقها في حصة تدريبية للحضور وتشجيعه على حصد 3 نقاط، نظرًا لأن مشجعي الفريق “الأحمر الأزرق” يُنافسون في واحدة من المناسبة النادرة على الذهاب إلى العصبة الإفريقية، كانت جماهير محسوبة على الكوكب المراكشي، تقتنص رفع “التحدي الجماهيري” بينهم وبين “المسفيويين” إذ في صبيحة يوم الخميس 30 ماي (الأسبوع المنصرم) وصلت مجموعة من الأشخاص، يُحسبون على جماهير مراكش، إلى مدينة آسفي دونَ أيّ مناسبة كروية، ورفعوا “لافتات” قالت عنها لاحقًا المجموعة المساندة لفريق آسفي “الإلتراس الشارك” إنها تمس من كرامة وشرف الفريق والمدينة. جماهير محسوبة على مراكش في آسفي لتحدي جماهيرها قبل المباراة بأسبوع ومباشرة بعدها بيوم واحد، قررت جماهير محسوبة على آسفي، بالرد السريع، إذ قامت بنفس الشيء ووصلت إلى مدينة مراكش (دون مناسبة رياضية) ورفعت لافتات تُحقر بدورها جماهير مراكش. لاحقًا، سيشتد الصراع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين الجماهير، ويكثر السب والقذف والوعيد، إلى يوم المباراة. ورد جماهير آسفي لم يتأخر (وصلوا إلى مراكش في اليوم الموالي) كسر “الجليد” كشفت مصادر تابعت أطوار لقاء آسفي والكوكب المراكشي، أن إدارة فريق أولمبيك آسفي (كما أعلنت) رصدت 400 تذكرة لجماهير مراكش، لكن جماهير الفريق الزائر، وصلت إلى آسفي بأكثر من ذلك العدد، إذ يربط المصدر ذلك ب”فوضى تنظيمية” حاول الأمن معالجتها قبل المباراة، من خلال ادخال أكبر عدد من الجماهير وعدم تركها في الخارج خوفا من أيّ اصطدامات بين الجماهير. وخلال المباراة، ونظرًا ل”هوس التحدي” يؤكد مصدر “اليوم24” حاولت جماهير آسفي “سرقة باش” إلتراس “كريزي بويز” وذلك عند اقتحامها للملعب بشكل جماعي أدى إلى توقيف المباراة حوالي 20 دقيقة، وللحدث دلالة بالغة في مفهوم “الإلتراس”: انه يعني، إذ استول الخصم على “باش الإلتراس الأخرى” يكون مصيرهم “الإقصاء” والإنسحاب من المدرجات بشكل أبدي، وعادة ما تسعى الجماهير فيما بينها إلى الوصول لهذا “المكسب”. صراعات طويلة ب”عقلية الإلتراس” بينما كانت أطوار المباراة تجري بين الفريقين داخل رقعة الملعب، كانت مباراة من نوع أخر تجري في المدرجات، قصتها تعود لسنوات طويلة، في 2004 و2011 ومباريات أخرى بين الفريقين، سرعان ما انتهت بنفس المشاهد “اقتتال في الشوارع” و”تحديات بين الجماهير” من طينة “كورتيج” ومعناه (الوصول إلى مدينة الخصم والسير في الشارع العام مع “لافتة الإلتراس” والصياح كتحدي)، وهو ماحدث في مراكش عام 2011، حيث عرفت الأجواء أحداثا دامية، وصل معها الأمر إلى حدّ صب “الماء القاطع” على جماهير آسفي واقتلاع كراسي ملعب مراكش ونُقل العشرات من المشجعين صوب المستشفى. وبرسم جولة الذهاب بين الفريقين من الموسم الجاري، شهدت المباراة بمراكش، أحداث شغب مثيرة، تناثرت معها جميع الكراسي ملعب مراكش الكبير، واعتقل العشرات من المشجعين من كلا الجانبين، وحُكم بعضهم بالحبس. لكن العارفين بخبايا “الإلتراس” يُبررون هذه الأفعال، بأنها جزء من “التحديات” التي تشهدها ما يصفونها ب”الحركية” وينضبطون لمراجعها القادمة من أمريكيا اللتينية والبرازيل، ويقدمون اسقاطات نظرية على أفعال “التحديات”. عضو بارز في إحدى “الإلتراس” رفض الكشف عن اسمه يؤكد ل”اليوم24″ أن التحدي بين الجماهير هو شيء عادي، وعلى كل مجموعة أن تكون قادرة على رفع التحدي قبل المباراة، خصوصا عندما يُنازل فريق خصمه اللذوذ، ولكن، المتحدث ذاته، يقول “نعرف أن الهوليغانز والعنف الجماهيري مبني على “فكر الإلتراس”، لكنه لم يصل يوما إلى مرحلة “الاقتتال” نحن ننبذ هذه الأفعال، وأرتينا في مجموعتنا، رفع التحدي دائما من خلال إظهار جمهورنا أقوى من الأخر، مؤكدًا أن الأشخاص الذين أقدموا على الفعل الجرمي تجاه جماهير مراكش، لا صلة لهم بهذا المفهوم، ولا تربطهم علاقات بالمجموعات التشجيعية..”. ومن جهة أخرى، اقترح، عضو سابق في إحدى “الإلتراس” المساندة لفريق آسفي، مبادرة صلح بين الجماهير وطي ملف الخلاف، مؤكدًا أنه لا يمت بأخلاق المغاربة بصلة، قائلا “أدعو إلى مبادرة من مجموعة الترا شارك والترا كريزي بويز لإنهاء هده الفتنة التي عششت لسنوات وعقد اجتماع صلح ينهي نار الحقد والكراهية التي ملأت القلوب”.