استجابت قطاعات واسعة للإضراب العام في السودان، الذي دعت إليه قوى «الحرية والتغيير»، أمس الثلاثاء، ويستمر، اليوم الأربعاء، إذ شاركت فيه مئات المؤسسات الحكومية، والخاصة، والتي تشمل قطاعات حيوية، إضافة إلى أصحاب الأعمال الحرة. ووفقاً لوسائل إعلام محلية فإن “حركة الطيران قد تعطلت في مطار الخرطوم نسبياً، بسبب إضراب الطيارين، والعمال، ومشاركة العديد من شركات الطيران في الإضراب”. وشاركت العديد من المصارف الحكومية والخاصة في الإضراب، وفي مقدمها بنك السودان (البنك المركزي) بفروعه في العاصمة، والولايات، إضافة إلى بنوك: الخرطوم، وفيصل الإسلامي، والفرنسي، والمزارع وتنمية الصادرات. ونفذ الموظفون وقفات احتجاجية نددوا فيها بالمجلس العسكري، وطالبوا فيها بتسليم السلطة للمدنيين. وشهدت كذلك منطقة السوق العربي في قلب الخرطوم، هدوءً في الحركة، وأغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها، من ضمنها جزء كبير من برج الذهب، والصيدليات، إضافة إلى المحال التجارية في محطات المواصلات الرئيسية، وشمل الإضراب مرافق مهمة في العديد من أحياء العاصمة. ولم يقتصر الإضراب على العاصمة وحدها، فقد نقل شهود عيان، على وسائل التواصل الاجتماعي بالصور، والفيديوهات المباشرة، مظاهر عديدة للاضراب في مدن السودان المختلفة، مثل الأبيض في غربي البلاد، وسنار في الوسط، والقضارف، في الشرق. وفي أول رد فعل من السلطات الأمنية، قال تجمع المهنيين في قطاع الكهرباء في بيان، إن “مجموعة من القوات اعتدت عليهم بنزع الملصقات المعلنة عن الإضراب، وإجبار قسم الحسابات على صرف رواتب العاملين” وطلب “تسيير موكب يدعو إلى عدم المشاركة في الإضراب في جميع الشركات كما تم اعتقال مهندسي وفنيي، وموظفي مكتب توزيع منطقة الرياض في الخرطوم بواسطة قوات الدعم السريع”. وشهد البنك المركزي (فرع الخرطوم) تطورات خطيرة، حيث تمت محاصرته من قبل قوة عسكرية، ومنع الدخول، والخروج بقفل الأبواب، وطالبت القوة، بصرف الرواتب فوراً، لكن الموظفين رفضوا ذلك بحجة أنهم مضربون. وفي المقابل، أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي السوداني، محمد حمدان حميدتي، أن “الجيش وقوات الدعم السريع، التابعة له جزء من الثورة، ولولاهما لكان الرئيس المعزول عمر البشير موجودا في السلطة حتى الآن”.
وأضاف حميدتي، في كلمه له أمام قيادات قبلية وعشائرية، في الخرطوم، تابعها مراسل الأناضول: “كان لتحرك المواطنين أيضاً دور في إسقاط البشير”. وتابع: “نطالب المحتجين، الذين جاؤوا من أجل التغيير، وتبنوا خيارات الحرية والسلام والعدالة بأن يعودوا لها”.
واتهم حميدتي أفراداً (لم يسمهم) ب”التخابر والعمل مع دول خارجية” (لم يذكرها)، وأن “دولا تدفع الأموال، وتسعى إلى أن يكون السودان مثل سوريا وليبيا”.