أثارت ملصقات تدعو النساء إلى عدم التبرج خلال شهر رمضان، في العديد من الأماكن في طنجة، استياء عدد من الجمعيات، التي تدافع عن حقوق النساء في المغرب. ووضعت هذه الملصقات، في بداية شهر رمضان، على بعض الجدران في الشوارع الرئيسية في طنجة، وكتب عليها "حملة لا للتبرج.. اتقوا الله في شباب المسلمين.. رمضان مبارك"، دون الإشارة إلى الجهة، التي تقف وراءها. وعبرت سميرة موحيا، عن الرابطة المغربية لحقوق المرأة، عن قلقها من هذه الملصقات، ودعت الدولة إلى تحمل مسؤوليتها. وأفادت سميرة، في حديثها مع “اليوم24″، “أن هذه الملصقات ليست جديدة، تكاد تكون ظاهرة تتكرر في كل مناسبة دينية، والخطير ما في الأمر، أنها تستمد شرعيتها من الدين”. واعتبرت المتحدثة ذاتها أن “هذه الملصقات تحرض على الكراهية، وتهدد السلامة الجسدية، والنفسية للنساء، وأمنهن”. وتابعت سميرة حديثها: “من الممكن جدا أن تتعدى هذه الملصقات إلى أعمال عنف جسدي ضد النساء، أمام غياب، وصمت المسؤولين، كما تعتبر تضييقا على حرية النساء في الفضاء العام”. وبدورها، علقت بشرى عبدو، رئيسة جمعية تحدي المواطنة، على الملصقات، وقالت: “لا أعرف ماهي علاقة إيمان الفرد، بلباس المرأة”. وأضافت بشرى، في حديثها مع “اليوم24″، أن “من وضع هذه الملصقات، في الغالب، يعانون عدم ثقة في إيمانهم، وشخصهم، غالبا ما يعانون هؤلاء الأشخاص بأمراض نفسية عميقة مثل سيكزوفرينيا”. ودعت بشرى هؤلاء الأشخاص، الذين ألصقوا هذه اللافتات على جدران مدينة طنجة، إلى التصدي للظواهر الاجتماعية الخطيرة المتفشية في المجتمع المغربي، مثل “المخدرات، والبطالة، والفقر، والفساد الإداري، والتعامل الحاط بكرامة المواطن في الإدارات المغربية، أما المرأة فهي حرة في لباسها وتنقلها”. وأشارت بشرى إلى أن “الفضاء العام هو فضاء الجميع، ولا أحد له الحق في تضييق الخناق على أحد، امرأة كانت، أم رجلا، واللباس، بدوره، حرية شخصية، ولهذا فالقانون 103 13 جاء ليحد من هذه الممارسات الشاذة من عنف، وتحرش جنسي، وايحاءات جنسية، واليوم علينا أن نتصدى إلى هذه الممارسات، التي تكبل حرية النساء”.