للأسبوع السابع على التوالي تستمر الإضرابات وسط طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب، دون بوادر حل في الأفق. الطلبة يقاطعون جميعا الدراسة وشبح سنة دراسية بيضاء بات يلوح في الأفق. الحوارات التي فتحتها وزارة التعليم العالي معهم لم تسفر عن أي نتيجة، والوضع يتجه نحو التصعيد. فما هي مطالبهم؟ أبرز هذه المطالب تتعلق بعلاقتهم بطلبة كليات الطب الخاصة، والتعديلات التي عرفها نظام الدراسة، ومشكل وضع طلبة السنة السابعة ضمن أطباء سد الخصاص. الطلبة المضربون يرفضون السماح لخريجي “كليات الطلب الخاصة” باجتياز مباريات التخصص، على غرار خريجي كليات الطب العمومية. “عدد المناصب في التخصص أصلا، محدود”، يقول معاذ الحضاري، طالب بكلية الطب بمراكش، ولهذا لا يمكن تقاسمها مع الخريجين الخواص. الحكومة سمحت قبل أربع سنوات بالترخيص لكليتين للطب خاصتين، الأولى في الرباط، تابعة لمؤسسة الشيخ زايد، والثانية في الدارالبيضاء، تابعة لمؤسسة الشيخ خليفة. وبررت الحكومة هذا التوجه بالرغبة في زيادة عدد الخريجين من الأطباء، لكن طلبة القطاع العام ينتقدون منح معادلة دبلوم الطب الخاص، دون توفير شروط من قبيل توفير مراكز استشفائية لتدريب الطلبة الأطباء. أما بخصوص النظام الجديد لتدريس الطب، الذي بدأ في 2015، فقد تم الترويج لكونه يعطي أفقا أفضل للطالب، باعتماد نظام LMD، وأنه يفتح باب اجتياز امتحان التخصص من السنة السادسة، لكن تبين للطلبة أنه لم يحصل أي تغيير، وما أثار غضبهم هو صدور مرسوم ينص على الإشارة في “دبلوم التخرج” إلى “الميزة” التي حصل عليها الطالب، وهم يعتقدون بأن هذا المرسوم يفتح الباب لإعطاء قيمة أكبر لخريجي القطاع الخاص، الذي يتساهل في النقط. وهناك مرسوم آخر يرفضه الطلبة، صدر سنة 2017، وينص على وضع طلبة السنة السابعة، قبيل حصولهم على دبلوم التخرج، ضمن أطباء سد الخصاص، بحيث يتم وضعهم رهن إشارة مندوبي وزارة الصحة، ويخضعون للمصادقة على الخدمة من طرف المندوب كشرط لمناقشة رسالة التخرج، وهو ما يرفضه الطلبة. وبخصوص طلبة طلب الأسنان، فإنهم يحتجون على زيادة سنة إلى مدة تكوينهم، بحيث أصبحت ست سنوات، بدل خمس، وهم يطالبون بالتخلي عن هذا القرار. وحسب سعد مازوني، عضو التنسيقية الوطنية للطلبة، فإنه لا يوجد أي أفق للحوار مع الوزارة الوصية لحد الآن. ورغم أن وزارتي التعليم العالي والصحة، أصدرتا بلاغات تؤكد على الاستعدادات للتجاوب مع المطالب إلا أن الطلبة يشككون في ذلك، ما يوحي بأن السنة الدراسية باتت مهددة. وكان المقرر إجراء امتحانات الأسدس الثاني لكليات الطب في 13 ماي الجاري، لكن مجالس الكليات عدّلت البرنامج بسبب الإضرابات، وأعلنت عن تنظيم امتحانات ما بين 10 و14 يونيو المقبل، لكن سيكون من الصعب احترام هذه الجدولة في ظل تمسك الطلبة برفض العودة إلى مقاعد الدراسة ما لم تتحقق مطالبهم..