في فسيفساء فنية ضمّت ألوان غناء عربية، تنوعت بين التراث المشرقي والمغربي، وباقة أصوات لمّت الموشحات الطربية الشامية والأندلسية، يطل الفنان المغربي رشيد غلام، في رمضان هذا العام، على جمهوره، من جديد، عبرَ شاشة التلفزيون العربي، بعيدا عن صفة الضيف المعتادة، مقدما لبرنامج نغمي اختلفت مستويات “مقامات” ضيوفه باختلاف ألوان شجنهم. واعتبر الفنان رشيد غلام، في حديث مع “اليوم 24″، برنامجه الفني، مناسبة ل” كشف الغطاء عن بلد لا يهتم به الإعلام العربي، وعرض الفنون المغربية الغناءة، بشكل جيد ومميز عبر أصوات مميزة وجميلة”، إذ يقدم من الموسيقى المغربية، كل من الأندلسي والغرناطي، والملحون، والسماع الصوفي والمديح، إلى جانب الطبوع التلمسانية من الجزائر، والأندلسية التونسية، على مستوى المنطقة المغاربية عموما. المغربيان رشيد غلام وعائشة رضوان في إحدى حلقات البرنامج وأشار غلام، أحد أبرز أصوات الطرب العربية التي مرت من أوبرا القاهرة، إلى أن برنامج “مقامات”، الذي أعده وكتبه وقدمه، يبحث عن “المعنى في زمن الرداءة واللامعنى”، مضيفا أنه يسلط الضوء، من خلاله، على “مقام الشعر، ومقام الموسيقى، والوجدان الإنساني من الحب والغيرة والشوق”، بحثا عن القيمة الجمالية في كل هذا. ويَعبُر برنامج رشيد غلام، يضيف ابن مدينة الدارالبيضاء، في حديثه مع الموقع، جغرافية العالم العربي، إلى جميع الأجناس الغنائية والتراثية الموجودة فيه، و”يقدمها ضمن قالب جميل عبر أصوات متمكنة ومقتدرة”، بحسب تعبيره، مع البحث في خصوصية ألوانها الغنائية. وإلى جانب غناء التراث المغربي، والجزائري، والتونسي، بدا حضور فنانين بمختلف ألوان التراث التي يمثلونها، من العراق والشام، ومصر، واليمن، وغيرها من بلدان الشرق الأوسط، في حلقات البرنامج التي أعلنت فضائية “التفزيون العربي”، نهاية الأسبوع المنصرم، بثها طوال شهر رمضان، الذي ابتدأ صيامه بعد فجر أمس الإثنين، بمعظم الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك لبنان حيث تم تصوير البرنامج. واستطاع رشيد غلام، الفنان، أن يسافر بطربه خارج الحدود المغربية، بفضل خامة صوتية استثنائية شهد لها فنانون عرب كبار من قبيل عازف العود العراقي نصير شمة، والفنان اللبناني الراحل وديع الصافي والفنانة السورية أصالة نصري، والمغربي نعمان الحلو، وغيرهم من الشخصيات الفنية والإعلامية العربية. كما أحيا حفلات في أكبر مسارح الأوبرا الأوروبية، بعد أوبرا القاهرة التي غنى فيها باقتراح من نصير شمة، على مديرتها آنذاك رتيبة الحفني، وتضمنت أغانيه حماسة ثورات الشعوب وانتفاضاتهم، بقدر ما انتشت بروحانية الغناء الصوفي وقيم الجمال، ومن أبرز كليباته الغنائية “طالع” للثورة المصرية، و”هنا غزة” للقضية الفلسطينية، و”صرخة” للاجئين السوريين، و”عليو الصوت” لحراك 20 فبراير بالمغرب، وأغنية “عيون عبلة”، بالإضافة إلى أعمال مشتركة إلى جانب كبار الفنانين العرب والأجانب، من قبيل “القدس عروس الربيع”، وأوبريت “كانت إشارة”.