قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، إن احتفال فاتح ماي هذه السنة تم، عموما، بطعم اجتماعي إيجابي، وتقديم مصلحة البلاد، واستقرارها، وأمنها، بفضل الاتفاق الثلاثي الأطراف، الذي وُقّع يوم 25 أبريل. وأوضح رئيس الحكومة، خلال افتتاحه مجلس الحكومة، اليوم الخميس، أن التوصل إلى الاتفاق ثلاثي الأطراف تم بمجهودات جميع الشركاء، وخص بالذكر النقابات المركزية الأكثر تمثيلية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى جانب القطاعات الحكومية، وفي مقدمتها الداخلية، والاقتصاد، والمالية، والشغل، والإدماج المهني، وإصلاح الإدارة، والوظيفة العمومية. ووصف رئيس الحكومة اتفاق 25 أبريل 2019 بالتاريخي، فهو الخامس من نوعه خلال العشرين سنة، تم التوقيع عليه بعد سنة ونصف من الحوار، والمفاوضات. وأضاف رئيس الحكومة أن الأطراف، التي تمثل شرائح، وفئات لها انتظارات وتطلعات مختلفة، من الطبيعي أن تعمل على تحقيق “مصالح الفئات التي تمثلها، وأحيي النقابات لأدوارها المهمة للوصول إلى هذه النتيجة، ومن حقها التشبث ببعض النقاط، التي سيستمر بشأنها الحوار، كما أحيي الاتحاد العام لمقاولات المغرب، لمرونته وقبوله بنتائج الاتفاق، إنه الإبداع المغربي، الذي يبين أنه يمكن التوصل إلى توافقات لمصلحة بلدنا”. وفي هذا الصدد، توقف رئيس الحكومة عند إيجابيات الاتفاق الثلاثي، المتمثلة في تحسين دخل شرائح واسعة من المواطنين، في مقدمتهم 800 ألف موظف، ودعم القدرة الشرائية، والرفع من الحد الأدنى من الأجور، وزيادة التعويضات العائلية، وضمان أوسع للحماية الاجتماعية إلى جانب نتائج على مستوى الحريات النقابية، وتحسين ظروف الشغل، وغيرها من المقتضيات. وبعد أن حث الجميع على الاستمرار في الحوار القطاعي، وبذل كل الجهود لتحقيق السلم الاجتماعي، أشار رئيس الحكومة إلى وجود قضايا لايزال الحوار بشأنها مفتوحا، لذلك “ينص الاتفاق على مأسسة الحوار، وانتظامه، والقضايا التي بقيت عالقة يمكن التحاور بشأنها في جولات مقبلة”، أوضح رئيس الحكومة. وشدد العثماني على ضرورة النظر إلى المستقبل بإيجابية، وقال إن إرادة الحكومة قوية لاستمرار الحوار للوصول إلى نتائج أفضل، استحضارا للتوجيهات الملكية السامية في خطاب العرش الأخير.