عبد المومن عميري، شاب مغربي، اشتهر بفضل إنتاجه فيديوهات هزلية حول مواضيع مغربية صرفة على قناته في “يوتوب”، التي تحمل عنوان “سخون الحال والراديو طافي”، ومثل المغرب في برنامج “سديم” لصناع المحتوى على الأنترنت في العالم العربي في موسمه الثاني. “اليوم 24” التقى بعبد المومن على هامش حضوره للحلقة النهائية من “سديم” في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحدث لنا عن تجربته في البرنامج، كما كشف خطته للاستمرار في المجال ببرامج، وأفكار جديدة. بداية، حدثنا عن تجربتك في برنامج “سديم”؟ “سديم” تجربة مميزة، تعرفت من خلالها على صناع محتوى من مختلف دول العالم العربي، وبالتالي حددت المستوى، الذي أنا عليه في هذا المجال، وعلى العموم كانت تجربة جيدة. ماذا عن طبيعة المحتوى الذي قدمته أثناء مشاركتك في “سديم”؟ أنا شخصيا، لم أشتغل على البرنامج، الذي تعودت على انتاجه على قناتي في “يوتوب”: “سخون الحال والراديو طافي”، ولم يفهم المشرفون على “سديم” طبيعة برنامجي، الذي يعتمد على السخرية، والهزل، أو ما نسميه بالدارجة المغربية “الطنز”، وبالتالي وجهوني إلى اختيار بين إنتاج محتوى جدي، أو كوميدي، فاخترت التوجه نحو صنف الوثائقي، وهذا في حد ذاته كان أمرا صعبا، وجعل أفكاري محصورة، إضافة إلى أن عامل اللهجة شكل عائقا أمامي. الموسم الثاني من برنامج “سديم” عالج التنمر الإلكتروني، هل سبق لك أن تعرضت له؟ أنا المشترك الوحيد الذي لم يتعرض للتنمر، ولم يستوعبوا هذا في البرنامج، ربما لأننا في المغرب لا نعير اهتماما للتعاليق السلبية، والمسيئة. هل ترى أن قلة تصويت الجمهور هي سبب مغادرتك البرنامج؟ في الحقيقة لا، وبهذه المناسبة أشكر جميع المغاربة الذين صوتوا لي عندما كنت في دائرة الخطر للمرة الأولى، وجعلوني أنال المرتبة الأولى في التصويت، وأظن أن سبب مغادرتي البرنامج هو تقديمي لمحتوى مخالف للمطلوب في “سديم”. أثناء مرحلة الخطر، هل تلقيت دعما من صناع محتوى مغاربة؟ نعم، لكن من الزبير هلال، وسيمو سدراتي فقط، وأظن أن هذا يعود إلى عدم معرفة البقية بالبرنامج، أو مشاركتي به. ما هي خطتك بعد “سديم”؟ هناك العديد من البرامج، والأفكار الجديدة، “سديم” أعاد إلي الحماس، وروح العمل، سأعيد إحياء قناتي على “يوتوب” ببرامج جديدة، منها برنامج بعنوان “أوناس يعيشون معنا”، سأتكلم من خلاله عن شخصيات تعيش في مجتمعنا المغربي بطريقة هزلية، وخير مثال هو حلقة ستكون بعنوان “طهاة العنب”، سأتحدث فيها عن الشباب، الذين يطلق عليهم لقب “عنيبة”، وكذلك سأستمر في إنتاج حلقات برنامج “مخلوقات العالم المغربي العجيبة”، بالإضافة إلى برنامج آخر بعنوان “حقيقة الحقيقة”، سأتكلم فيه عن قصص معروفة بطريقة خاصة، مثلا قصة اكتشاف الجاذبية كما أفهمها أنا. كيف ترى جودة المحتوى على الأنترنت في المغرب؟ المشكل الحقيقي في المغرب، هو أن الفيديوهات، التي تحتل المراتب الأولى في”الطوندونس” لا تمثل المحتوى المغربي فعلا، وأي شخص غريب عن المغرب إذا ما اطلع على قائمة الطوندونس سيظن أن المحتوى المغربي دون المستوى، في حين أن العكس صحيح، إذ إن هناك صناع محتوى مميزون جدا. هل ترى أنه من الممكن أن تصبح صناعة المحتوى على الأنترنت مصدر رزق أساسي في المغرب؟ شخصيا، لا أعتمد على “يوتوب” في تحقيق مداخيل، وذلك سبب غيابي عن صناعة المحتوى في الآونة الأخيرة، لأنني كنت منشغلا في كسب الرزق من جهات أخرى، لكن سأحاول مستقبلا التركيز أكثر على كسب المال من الأنترنت ووسائل التواصل، دون إغفال جودة المحتوى، والأفكار المميزة.