بعد تأييد حكم الحل في حقها من طرف محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، عقدت جمعية “جذور” آخر ندوة صحافية لها لمناقشة حيثيات الحكم الاستئنافي بحضور المحامي عبدالسلام الباهي، ورئيس الجمعية رايموند رحميم بنحايم، بالإضافة إلى منسقها عادل السعداني. وفي تعليق له عن الحكم قال رئيس الجمعية، رايموند رحيم، خلال الندوة، إن القضاء لم يقم بإلغاء هذا الحكم الذي وصفه بالجائر برغم تقديم الجمعية لمختلف الأدلة، معتبرا أن القضية أثبتت أن “قضايا حرية التعبير وتأسيس الجمعيات مازالت تُقابل بالكثير من التسلط في المغرب”. من جانبه، استعرض عبدالسلام الباهي في مداخلته مختلف الجوانب القانونية للحكم، متسائلا كيف يمكن “للقتل القضائي أن يستهدف أنشطة لا يوجد فيها أي جرم، وجمعية مجال أنشطتها فيه تماس بين ما هو جمعوي وما هو مرتبط بحرية التعبير”. كما سرد المتحدث في مداخلته تفاصيل القضية وكيف بدأت بشكاية من عامل عمالة مقاطعة الدارالبيضاء، مرورا بالحكم الابتدائي الذي قضى بحل الجمعية ومصادرة جميع هياكلها، ووصولا إلى حكم التأييد من طرف محكمة الاستئناف في البيضاء. وأورد المحامي، الذي تولى القضية، أن “الفصل 7 من قانون تأسيس الجمعيات الذي تم الاعتماد عليه في الحكم على جمعية “جذور”، يتحدث بالخصوص على فترة التأسيس”، مردفا أن النيابة العامة طلبت في ملتمسها من عون قضائي أن يقوم بمعاينة حلقة “ملحمة العدميين”، “لكن هذه المعاينة فيها الكثير من نقص الحرفية والأخطاء التي لاحظناها في تقرير المعاينة”، يقول المحامي. وأبرز الدفاع أن الأساس الذي بُني عليه حكم الحل، هو كون القانون التأسيسي للجمعية ينص على أن أنشطتها تتركز على التنوع والغنى الثقافي في المغرب، وهو ما يتناقض ومحتوى فيديو “ملحمة العدميين”. ووصف المحامي هذا الأساس بالغامض، ما دفعه بالمطالبة في المقال الاستئنافي بإجراء بحث وتحقيق حول علاقة “جذور” بالبرنامج، وهو ما لم تستجب له المحكمة، حسب المحامي.. وذكر الباهي أن المحكمة “لم تأخذ بعين الاعتبار شهادة أمين بلغازي، الذي طالب به دفاع الجمعية، بل تفاجأت المحكمة من حضوره، رغم أنها هي من استدعته”، موضحا “أن بلغازي أقر في شهادته التي قدمها مكتوبة إلى المحكمة أنه هو من ينتج برنامج (1Diner2Cons)، الذي صور ونشر حلقة “ملحمة العدميين” التي توبعت “جذور” بسببها. وفي حديثه حول حيثيات تأييد حكم الاستئناف، قال المحامي: “إن الحكم اعتمد على عنصرين ليس لهما أي منطق، وهما أن الجمعية قامت بتنظيم “ملحمة العدميين” لأن منسقها العام حاضر في هذه الحلقة، وأن هناك إشارة إشهارية لجمعية “جذور” في أجزاء حلقة ملحمة العدميين”. وعن الخطوات المقبلة للجمعية، قال عادل السعداني، منسق “جذور”، إن الأخيرة ستتجه إلى محكمة النقض، على اعتبار”أن القضية ليست مرتبطة فقط، ب”جذور”، بل بمبدأ حرية تأسيس الجمعيات بشكل عام في المغرب”. يُذكر أن محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء أيدت الأسبوع الماضي قرار المحكمة الابتدائية القاضي بحل جمعية “جذور”، مع تصفية ممتلكاتها وفقا لما هو مبين في القانون الأساسي وتحميلها الصائر. وذلك بعد شكاية قدمها عامل عمالة الدارالبيضاء أنفا للوكيل العام في البيضاء من أجل حل جمعية “جذور”، على اعتبار أنها نظمت “نشاطا تضمن حوارات مسيئة إلى المؤسسات وعبرت عن آراء سياسية بعيدة عن الأهداف التي أسست من أجلها الجمعية”، في إشارة إلى حلقة من برنامج “عشاء الأغبياء” التي جرى تصويرها داخل مقر الجمعية، والتي تخللتها نقاشات همّت انتقاد بعض خطابات الملك والقمع المتزايد الذي يستهدف الاحتجاجات في المغرب.