بعد تأكيد حكم حلها بحكم قضائي من محكمة الاستئناف في مدينة الدارالبيضاء، تستعد جمعية “جذور” لنقل معركتها مع القضاء المغربي إلى مرحلة النقض، في الأيام القليلة المقبلة. وفي السياق ذاته، أعلنت الجمعية، في بلاغ جديد لها، أنها ستعقد، غدا الاثنين في مدينة الدارالبيضاء ندوة صحافية سيحضرها رئيس الجمعية “ريمون بنحاييم”، ومنسقها عادل السعداني، بحضور محاميها، الذي سيكشف للرأي العام نص الحكم الصادر عن القضاء المغربي، والذي تم بموجبه حل الجمعية، إذ من المنتظر ان تكون هذه الندوة “الندوة الأخيرة” ل”جذور”، كما سيتم خلالها، حسب الجمعية توضيح “كيف أنهى الحكم الاستئنافي محاولة لممارسة الجمعية لحرية التعبير”. وحسب مصادر من الجمعية، فإن هذه الأخيرة تستعد للذهاب بالحكم إلى مرحلة النقد، وهو ما تؤكد المصادر ذاتهاعلى أنه خطوة رمزية، على الرغم من أن القائمين عليها لا على يقين من أن هذه الخطوة لن تعيد فتح أبواب الجمعية. وتعود فصول القصة إلى 9 أكتوبر الماضي، إذ كان عامل الدارالبيضاء – أنفا وجه إلى الوكيل العام في الدارالبيضاء طلبا لحل جمعية جذور، على أساس أنها نظمت "نشاطا تضمن حوارات تخللتها إساءات واضحة إلى المؤسسات.. كما تم التعبير فيه عن آراء سياسية بعيدة كل البعد عن الأهداف، التي أُسست من أجلها هذه الجمعية"، وهي الرسالة، التي أشارت إلى حلقة برنامج "الأغبياء" في 5 غشت، قبل أن تقرر المحكمة في 26 دجنبر الماضي، الحكم لصالح النيابة العامة، والأمر بحل جذور. واحتضنت جمعية "جذور" "ملحمة العدميين"، وهو برنامج حواري على "يوتيوب"، يستضيف خلاله مقدمان، يصفان نفسيهما ب"الغبيين"، صحافيين، وفنانين، وغيرهم خلال عشاء لمناقشة مجموعة من المواضيع السياسية، والاجتماعية المثيرة للجدل، بطريقة حرة، وجريئة، تسودها خفة اللسان، وهو البرنامج، الذي يبث، منذ عام 2016 على الأنترنت، وهذه المرة الأولى، التي تتخذ فيها السلطات إجراءات قانونية ردا عليه. يذكر أن الحكم الابتدائي بحل "جذور" كان قد جر على المغرب انتقادات شديدة اللهجة من منظمات حقوقية دولية، منها "هيومن رايس ووتش" و"أمنيستي"، كما أطلق نشطاء، ومثقفون حملة واسعة لرفض حل الجمعية تحت شعار "الحل ليس حلا".