استطاع الكوميدي “فلاديمير زيلينسكي” اعتلاء كرسي الرئاسة الأوكرانية، ليثبت للعالم أجمع أن الاعتبارات، والتقاليد السياسية تتغير بين الحين، والآخر، تبعا لمزاج الناخبين المتقلبة مع السنوات. لم يكن الممثل الكوميدي الأوكراني، “فلاديمير زيلينسكي”، على دراية بأن أداءه التمثيلي في المسلسل الكوميدي “خادم الشعب”، سيجعل منه يوما رئيسا حقيقيا للبلاد. وتعود قصة المسلسل إلى مدرس تاريخ، قادته الصدفة ليصبح رئيسا للجمهورية، وهو الذي لم يكن لديه خبرة، ولا تاريخ سياسي معين، وبذلك يكون “زيلينسكي” قد حول المسلسل الكوميدي من مسلسل إلى واقع حقيقي، سيكون خلاله ممثلا حقيقيا للشعب، والدولة على الساحة السياسية الدولية. لا يعد “فلاديمير زيلينسكي” الشخصية الفريدة الوحيدة، التي نجحت بتبوء أعلى مناصب الدولة في العالم، خصوصا أن هناك العديد من الشخصيات، التي لم تكن ضليعة بالسياسة، وفنونها، استطاعت بشخصيتها المميزة من لفت أنظار، واهتمام الناخبين، والانتصار على منافسين سياسيين مخضرمين، ولهم باع طويل في السياسة. لعل أبرز الشخصيات، التي نجحت بإبراز نفسها، والوصول إلى رئاسة أقوى دولة في العالم في خمسينيات القرن الماضي، وهو “رونالد ريغان”، الذي كان معلقا رياضيا، وعمل ممثلا بأدوار مغمورة في السنيما الأمريكية، قبل أن يحصل على فرصة الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ نجح في الوصول إلى كرسي الرئاسة الأمريكية. ترامب ممثلا “كومبارس”.. لأهداف تجارية بدوره، وقبل سنوات من فوزه في سباق الرئاسة، عام 2016، أدى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بعض الأدوار الهامشية ككومبارس في عدد كبير من الأفلام، والمسلسلات. ولم يحترف “ترامب” مهنة التمثيل، حيث عرف كرجل أعمال ناجح، لاسيما في قطاع العقار، لكن وبدافع اكتساب الشهرة والترويج لتجارته شارك في بعض الأفلام التلفزية، ومسلسلات أخرى منها ظهوره لبضع ثوانٍ في الفيلم الأمريكي الشهير ،”Home alone” في عام 1992 داخل أحد الفنادق الفخمة، أهم مشهد رسخ في أذهان الكثيرين من المشاهد، التي شارك “ترامب” فيها من خلال أدوار جدّ قصيرة في عدد من الأفلام الشهيرة. وتنوعت مشاركات “ترامب” السينمائية في مشاهد قصيرة لا تتعدى في أغلبها بضع ثوان، ضمنها دوره – شارك ترامب بدور في الفيلم الكوميدي”Ghosts Can't Do It” ، في عام 1989، وحصل من خلاله على جائزة التوتة الذهبية “رازي” (التي تُمنح لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم سينمائي) كأسوأ ممثل في هذا العمل الفني، وفي العام ذاته، ظهر في إعلان تجاري عن لعبة من صناعته، وتحمل اسمه. ممثل آخر نجح في الوصول إلى الرئاسة في دولة أخرى، هو الممثل الفلبيني، “جوزيف استرادا”، الذي اشتهر في أداء أدوار رئيسية في العديد من الأفلام، والمسلسلات الفلبينية لمدة ثلاثين سنة. واستطاع “استرادا” من خلال شعبيته الفنية تحقيق انتصار، خلال الانتخابات البلدبة، وبعدها نجح في أن يصبح رئيسا للبلاد، عام 1998 كما كان لأمريكا اللاتينية تجربة مع الرئيس الغواتيمالي، جيمي موراليس، الذي كان ممثلا تلفزيا لمدى عشرين سنة شارك في برامج، وأفلام كوميدية ساخرة واستطاع بفضل شعبيته الفنية الكبيرة تحقيق فوز في الانتخابات الرئاسية، التي أجريت، في 25 أكتوبر 2016.