نشرت جامعة “جورج واشنطن” و”معهد ميلكن الأمريكي” وثيقة بحثية تعالج العلاقة بين تلوث الهواء نتيجة ثاني أكسيد النيتروجين، الذي تفرزه أدخنة السيارات، ونسبة الإصابة بالربو في 194 دولة عبر العالم ، وفي 125 مدينة كبرى ورئيسة عبر المعمورة من ضمنها الدارالبيضاء. وبحسب الوثيقة العلمية، فإن 21 في المائة من البيضاويين يعانون من الحساسية والربو الناتج عن التلوث المروري، بنسبة تسجيل 300 حالة سنوية بسبب هذا النوع من التلوث، بحسب الوثيقة العلمية. النسبة التي تسجلها البيضاء في هذا الصدد تبقى الأعلى مقارنة مع العاصمة الجزائر، والتي تسجل 15 في المائة فقط، من حالات الربو بسبب التلوث المروري، فيما تبقى نسبة الإصابات في العاصمة الاقتصادية الأقل مقارنة بالعاصمة الفرنسية باريس التي تسجل بها 33 في المائة من حالات الإصابة، تليها نيويورك بنسبة 32 في المائة، ثم لندن بنسبة 29 في المائة من الحالات. بالنسبة إلى المغرب، نطالع في الوثيقة أنه يجري سنويا تسجيل 160 حالة جديدة بالربو لكل 100 ألف شخص بسبب التلوث المروري، ويجري تسجيل هذا الرقم ضمن الفئة العمرية التي تقل عن 18 ربيعا، والذي يبلغ عددهم 1.10 مليون شخص. ونطالع في الوثيقة البحثية، أن 210 مليون شخص يصابون بالربو ضمن الفئة العمرية بين عام و18 عاما في منطقة شمال إفريقيا والشرق والأوسط ، بنسبة تسجيل سنوية تبلغ 110 حالات. على المستوى العالمي تعد كوريا الجنوبية من البلدان الأكثر تضررا من انبعاثات التلوث المروري، إذ إن 31 في المائة من حالات الربو التي يجري تسجيلها في البلاد ناتجة عن هذا التلوث، تليها الدول الخليجية الثلاث: الكويت، قطر والإمارات العربية المتحدة بنسبة 30 في المائة لكل واحدة منها. أما على مستوى المدن، فقد حلت شنغهاي إحدى كبريات المدن الصينية في الرتبة الأولى للمدن الأكثر تسجيلا لحالات الإصابة بالربو، وذلك بنسبة 48 في المائة، تليها مدن يانجين وبكين الصينيتين. كما أبرزت الدراسة أنه يجري تسجيل انتشار واسع لمرض الربو في صفوف الأطفال، وبشكل لافت منذ عام 1950، مشيرة إلى أن الربو هو المرض الأكثر شيوعا في عالمنا المعاصر، والعديد من الدراسات التي أنجزت حوله في أمريكا الشمالية واللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط أثبتت مدى الصلة الوثيقة بين التلوث المروري وهذا المرض، خاصة لدى فئة الأطفال التي يسهل تعرضها وإصابتها بالربو. وبحسب ما أعلنته الوثيقة، فإنه يجري سنويا تسجيل ما يناهز 4 ملايين حالة إصابة بالربو على المستوى العالمي الناتجة عن التلوث المروري، والذي يسهم بنسبة 80 في المائة في إنتاج ثاني النيتروجين، علما أن الأخير يعتبر من بين الغازات المسببة لانبعاث الغازات الدفيئة في العالم، بحسب المصدر ذاته. وخلصت الوثيقة العلمية إلى أنه يجب بذل جهود جبارة للحد من انبعاثات أكسيد النيتروجين، ما سيؤدي إلى التقليل من نسبة إصابات الأطفال على الخصوص، سواء في البلدان النامية أو المتقدمة، وذلك عبر اتباع استراتيجيات في هذا الصدد، بتوجيه من منظمة الصحة العالمية. 6