بعدما كان منتظرا أن يحل بها نهاية الأسبوع الأخير، وصل الملك محمد السادس، بعد مغرب أول أمس الاثنين، إلى مدينة فاس، قادما إليها من العاصمة الرباط، حيث حرص الملك، حسب ما عينته «أخبار اليوم»، على دخول الحاضرة الإدريسية دخولا غير رسمي، حيث غادر مطار «فاس-سايس» الدولي وهو يمتطي سيارته الرياضية من نوع «مرسيدس» يقودها الحاجب الملكي، في اتجاه الضيعة الملكية «الضويات» بضواحي مدينة فاس، والتي اختارها للإقامة خلال زيارته للعاصمة العلمية، بدلا عن القصر الملكي العامر بفاس الجديد، تورد مصادر الجريدة. وعاشت المحاور الطرقية، التي تصل مطار فاس-سايس الدولي بالإقامة الملكية بضيعة «الضويات» في ضواحي مدينة فاس، منذ الساعات الأولى من أول أمس الاثنين، حالة استنفار لكبار المسؤولين والأجهزة الأمنية وعناصرها بمختلف تلاوينهم، لتأمين مرور الملك الذي اختار دخول فاس دخولا غير رسمي، وذلك بعدما ألغى حلوله بها في ال22 من شهر مارس الماضي، وذلك بسبب الزيارة الرسمية الأخيرة لبابا الفاتيكان للمغرب، حيث دفعت وزارة الداخلية والدرك الملكي، منذ الخميس الماضي، بعدد كبير من عناصر الأمن، وصلوا إلى مدينة فاس، وظلوا يرابطون بها في انتظار وصول الملك، الذي كان منتظرا أن يأتي نهاية الأسبوع الأخير، حيث راجت حينها أخبار عن إلغاء الزيارة الملكية للعاصمة العلمية، قبل أن يتوصل كبار مسؤوليها بتعليمات عليا، طلبت تسريع ترتيبات استقبال الملك، حيث احتفظت السلطات بالتعزيزات الأمنية لعناصر الشرطة التي استقدمت إلى المدينة، إضافة إلى الوسائل اللوجيستيكية، التي حلت بالقصر العامر بفاس الجديد، تقول مصادر «أخبار اليوم» القريبة من الموضوع. حلول الملك بفاس، بعد مغرب أول أمس الاثنين، سبقته ترتيبات أشرف عليها رجال وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الذين قدموا من الرباط، منذ منتصف الأسبوع الماضي، بمعية المسؤولين عن البرتوكول الملكي، الذين نسقوا مع كبار المسؤولين بعاصمة جهة «فاس- مكناس»، المشاريع التي تنتظر التدشين الملكي، فيما قام الوالي المنسق العام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد الدردوري، والوالي السابق لجهة فاس- مكناس، بتفقد ووضع اللمسات الأخيرة على المشاريع الاجتماعية التي سيدشنها الملك، أو يعطي انطلاقة إنجازها، أهمها توجد ببعض المقاطعات الحضرية لمدينة فاس وسيدي حرازم وصفرو، فيما يوجد ضمن أبرز هذه المشاريع التي تنتظر التدشين الملكي، المزار السياحي والاستشفائي المحدث بحامة «العوينة» أو «عين الله»، التابعة للجماعة القروية سبع رواضي، والواقعة على بعد حوالي 14 كلم من مدينة فاس، حيث انتهت أشغال تأهيل هذه الحامة منذ سنتين، لكنها ظلت مغلقة في وجه زوارها بعدما جرى تأجيل تدشينها خلال زيارة الملك لفاس منتصف يونيو 2016، تورد مصادر «أخبار اليوم». ويبقى أهم مشروع ينتظر الزيارة الملكية لعاصمة جهة فاس- مكناس، حسب مصادر «أخبار اليوم»، هو القطب الصناعي بجماعة عين الشكاك، بضواحي مدينة فاس، حيث من المرتقب أن يضع الملك الحجر الأساس لإحداثه على مساحة تزيد على 81 هكتارا، لبناء 239 وحدة صناعية في مختلف المجالات، ما سيعزز، حسب المتتبعين، البنية الصناعية لجهة فاس-مكناس، كما سيجلب هذا القطب الصناعي استثمارات توفر فرص شغل لشباب المنطقة، حيث سبقت زيارة الملك لجماعة عين الشكاك ترتيبات أشرف عليها والي الجهة، سعيد زنيبر، وعامل إقليمصفرو المعين حديثا، عمر تويمي بنجلون، والمدير الجهوي للعمران، والذين تفقدوا، منذ بداية الأسبوع الماضي، الوعاء العقاري الذي سيحدث عليه القطب الصناعي الجديد بضواحي فاس. من جهة أخرى، تأتي الزيارة الملكية لفاس على بعد أيام قليلة من مراسيم الافتتاح الرسمي للمعرض الدولي للفلاحة، المنتظرة يوم الثلاثاء المقبل بمدينة مكناس، حيث لم تستبعد مصادر «أخبار اليوم» ترؤس الملك هذا الافتتاح الذي تشارك فيه وفود العارضين من أزيد من 60 دولة، وجرى اختيار دولة سويسرا ضيف شرف الدورة ال14 لهذه السنة، خصوصا أن الملك غاب لأزيد من عشر دورات عن معرض مكناس الدولي للفلاحة، وحضر الدورات الثلاث الأولى من المعرض من 2005 حتى 2007، حيث حظي حينها المعرض بالرعاية الفعلية للملك، فيما ناب عنه خلال باقي الدورات الأمير مولاي رشيد وبعده ولي العهد مولاي الحسن.