حظيت الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى مدينة فاس، منذ يوم الأربعاء 17 ماي الجاري، وذلك عقب إلغائها في اللحظات الأخيرة، وتوجهه إلى مدينة أكادير عاصمة سوس، (حظيت) باهتمام كبير من قبل سكان العاصمة العلمية والذين انتظروا حلول الملك بعد تأجيلات متتالية أعقبت زيارته الأخيرة للمدينة منتصف شهر يونيو 2016 حين قام الملك بتنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. مصدر هذا الاهتمام لأهل فاس، كونهم كانوا يعولون على حضور الملك لتدشين عدد من المشاريع التي ظلت عالقة، على رأسها المحطة الجوية الجديدة لمطار فاس الدولي، والتي انتظرها الفاسيون لأزيد من سنة للرفع من الطاقة الإستيعابية للمطار من 800 ألف مسافر سنوياً إلى أزيد من 3 مليون سنوياً. بعد التدشين الملكي للمحطة الجوية الجديدة يوم أول أمس الأحد في آخر يوم من زيارته للعاصمة العلمية، أصبح مطار يحتل الرتبة الثالثة بعد كل من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ومطار المنارة بمراكش.
إلى ذلك، لم تسجل جولات الملك بدون برتوكول في شوارع مدينة فاسالجديدة وبعض أحيائها المهمشة خصوصاً "ببن سودة" و"مونفلوري" والمدينة القديمة، (لم تسجل) أية حادثة من حوادث "معترضي الملك"، وذلك بسبب الانتشار الأمني غير المسبوق بمختلف المدرات الطرقية.
كما اختفى المتسولون وأصحاب الدرجات النارية غير القانونية من شوارع المدينة طيلة وجود الملك بها، شأنهم في ذلك شأن المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء (غير الشرعيين)، والعائلات السورية اللاجئة بالمغرب، والذين "أرغمتهم" السلطات على الاختفاء من المدارات الطرقية والتي كانوا ينتشرون عندها بغرض التسول.
في مقابل ذلك، لم يخل الأسبوعان التي قضاهما الملك بفاس من بعض الحوادث الأخرى، كان أبرزها ما حدث بالمسجد الجديد ل "باب الخوخة" بقلب المدينة العتيقة، والذي دشنه الملك يوم الجمعة ما قبل الماضي وأطلق عليه إسم الأميرة لالة سلمى يتسع لأزيد من ثلاثة آلاف مصل ومصلية.
الحادث وقع عقب فتح المسجد أمام عامة الناس خلال صلاة العصر من يوم تدشينه، لكن تسابق عدد من المصلين من سكان هذا الحي الشعبي بالمدينة القديمة، تسبب في إلحاق أضرار بالنافورة التي تتوسط بهو المسجد خلال محاولتهم الحصول على مائها بغرض الوضوء، ما تطلب تدخلاً للسلطات لفرض النظام وإجبار المصلين على التوجه إلى الجناح المخصص للوضوء.
اليوم الأخير من زيارة الملك لفاس، كان عصيباً على السلطات المحلية، وذلك بسبب عملية الدعم الغذائي "رمضان 1438" والتي أطلقها الملك يوم السبت الماضي بحي طارق بفاس، حيث لجأ عدد من سكان قرية "الضويات" والتي يوجد بها القصر والضيعة الملكيين، إلى الإصطفاف بعد زوال يوم أول أمس الأحد، بجنبات الطريق والتي كان سيمر منها الملك خلال مغادرته للقصر بعين الله متوجهاً الى مطار فاس الدولي.
وكان سبب احتجاج عائلات المعوزين بقرية "الضويات"، عدم توصلهم كما يقولون بالإعانات التي رصدها الملك أخيراً لفائدة دواوير ومراكز إقليم مولاي يعقوب بمناسبة شهر رمضان، وهو ما استنفر السلطات بمختلف تلاوينها.
ونجح عامل إقليم مولاي يعقوب ومسؤول رفيع بالبرتوكول الملكي في إقناع أهالي ضواحي الضيعة الملكية بإنهاء احتجاجاتهم وفتح تحقيق في اتهامهم للسلطات بإقصائهم من الإعانات الملكية لرمضان، بعدما توصل بها معوزون من أمثالهم بالقرى والتجمعات المحيطة بالضيعة والقصر الملكي بمنطقة الضويات، حسب مصادر تحدثت " ليوم24″.
يذكر أن الملك وخلال حلوله بمدينة فاس يوم الأربعاء 17 ماي، حرص على دخول الحاضرة الإدريسية دخولاً غير رسمياً، حيث غادر مطار "فاس – سايس" الدولي، وهو يمتطي سيارته الرمادية الرياضية من نوع "مرسيديس" يقودها الحاجب الملكي محمد العلوي، في إتجاه الضيعة الملكية "الضويات" بضواحي مدينة فاس.
والملاحظ أن الملك وخلال زيارته لفاس والتي امتدت لحوالي أسبوعين، اختار إقامته بقصر الضيعة الملكية"الضويات"، حيث غادره مرة واحدة يوم الأربعاء الماضي، وتوجه الى القصر الملكي بفاس الجديد، حيث ترأس فيه حفل استقبال وفد عن رؤساء الدورة الخامسة والعشرين للجمعية الجهوية الإفريقية، التابعة للجمعية البرلمانية الفرنكفونية، والتي سلمت للملك وسام "لابلياد" (لا غراند كروا)، والذي منحته له الجمعية، اعترافاً بالدور الحاسم لملك المغرب في النهوض بقيم الحوار والتسامح.