عادت إلى الواجهة خلال الأسبوع الحالي، عملية التطوير الشامل التي دخلها تسليح الجيش المغربي في السنوات الأخيرة. فقد تم الكشف رسميا عن واحدة من أكبر وأهم صفقات التسلّح التي قام بها المغرب في تاريخه، حيث أعلنت الخارجية الأمريكية الاثنين الأخير، أنها وافقت على طلب المغرب شراء 25 طائرة مقاتلة من نوع “إف 16” في صفقة تبلغ قيمتها 3,8 مليارات دولار، أي قرابة 34 مليار درهم. وتشمل الصفقة عددا من “الملحقات” المتمثلة في أجهزة تكنولوجية لتجهيز المقاتلات وصواريخ جو- جو… كما تتضمن موافقة واشنطن على تطوير 23 مقاتلة “إف 16” التي يمتلكها سلاح الجو المغربي حاليا، لتصبح بدورها من الطراز الحديث نفسه، مقابل مبلغ يقارب المليار دولار، ما يجعل القيمة الإجمالية للصفقة تفوق 43 مليار درهم. الصفقة تعتبر استمرارا لما شهدته السنوات الأخيرة من تطوّر ملفت في اختيارات القوات المسلحة الملكية في مجال التسلّح، وتجسّدت قمّة هذا السعي المحموم إلى امتلاك ترسانة حربية حديثة وقوية في الأنفاس الأخيرة من العام 2009، حين أعلنت شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية العملاقة لصناعة الأسلحة على صفقة تصنيع جزء مهم من ال24 طائرة من طراز “إف 16” (واحدة منها جرى إسقاطها في اليمن) التي قرر المغرب اقتناءها من أمريكا، بقيمة 2.4 ملايير دولار (حوالي 2000 مليار سنتيم)، ليصبح المغرب بفضل هذه الصفقة ثالث زبون للولايات المتحدةالأمريكية خلال ذلك العام. الصفقات التي عقدتها المملكة خلال الفترة الأخيرة، أبانت عن عزم المملكة تجديد أسطولها الجوي، فبالإضافة إلى الطائرات الأمريكية قرر المغرب اقتناء أربع طائرات من صنع إسباني لتوظيفها في الشحن العسكري والمراقبة ومهام عسكرية أخرى. ويتعلق الأمر بطائرات من نوع “سي 27 خي سبارتان” بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 130 مليون أورو، أي حوالي 32 مليون أورو للطائرة الواحدة. وتعتبر “سبارتان” من الطائرات الأكثر تطورا في مجال النقل العسكري والمراقبة، واقتنت منها الولاياتالمتحدة عددا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما أنها طائرة قابلة للاستعمال الحربي كذلك.