رفضت جامعة الزيتونة التونسية، أخيرا، طلبا من مؤسسة الرئاسة في البلاد لمنح ملك السعودية شهادة الدكتوراه الفخرية، حفاظا على نزاهتها، وحيادها عن التجاذبات السياسية، واستقلاليتها العلمية. وأكد رئيس الجامعة، هشام قريسة، عدم تعرضه لأي ضغوط من الرئاسة، مشيرا إلى أنه “عُرض على جامعة الزيتونة منح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز شهادة الدكتوراه الفخرية، وتم إبلاغ رئاسة الجمهورية رفض الجامعة”، وفق ما أوردته “العربي الجديد”. وشدد قريسة، في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء، على أن “جامعة الزيتونة تمنح الشهادات لأصحاب العلم فقط، واعتذارها يدخل في إطار المحافظة على نزاهة المؤسسة الأكاديمية، وحمايتها من أي رغبة في إثارة أي إشكال دبلوماسي، وللدولة التونسية طرق أخرى لتكريم الملك السعودي”. وأضاف قريسة: أن “الاعتذار على طلب الرئاسة ليس عنادا، أو مخالفة، وإنما لعدم تعود جامعة الزيتونة على منح هذا النوع من الشهادات. مواقف الزيتونة كانت دائما مشرفة لأنها لم تكن يوما أداة لخدمة الدولة، ولن تكون وسيلة هدم، أو مناقضة لمؤسسات الدولة”، على حد تعبيره. وقال الأستاذ في جامعة الزيتونة، سامي براهم، إن “رفض مجلس الجامعة طلب رئاسة الجمهورية إسناد دكتوراه فخريّة للملك السّعودي، المورّط في دم مواطنه جمال خاشقجي، وفي سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وصفقة القرن، موقف مسؤول، ومشرّف للجامعة العريقة، التي لا يعقل أن تلوّث تاريخها بمثل هذه الوصمة”. وأضاف براهم: “تحييد الجامعات، وعدم توظيف الشّهادات الفخريّة لإضفاء المشروعيّة على حكّام الاستبداد واجب أخلاقي وبيداغوجي، مهما كان حجم الإغراءات، والضّغوط، ومنح الشهادة الرمزيّة تقليد لدى بعض الجامعات لتكريم شخصيّات اعتباريّة قدّمت خدمة لأوطانها وللإنسانيّة، وليس لتبييض المستبدّين، والمطبعين”. وتابع المتحدث نفسه أنه “على الرغم مما تعانيه الزيتونة من ضعف في البنية التحتيّة، والموارد، فإنّها لا تبيع تاريخها، ورأسمالها الرّمزيّ، مهما كان حجم الرشاوى، ومجلس الجامعة مستأمن على ذلك، ونرجو أن تنسج جامعتا منوبة، والقيروان على المنوال نفسه، ولا تخضعا للابتزاز”.