لا يزال شد الحبل بين وزارة التضامن والمكفوفين المعطلين مستمرة، حيث أنهم لا يزالون معتصمين منذ 6 أيام بالطابق الرابع لملحقة وزارة التضامن بالرباط. وطالبت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب، أمس السبت، بتدخل الملك محمد السادس شخصيا قصد “إنقاذ هذه الفئة من الاقصاء والذل وظلم الحكومة والمسؤولين” حسب تعبيرهم في بلاغ يتوفر “اليوم24” على نسخة منه. وحسب المصدر ذاته، تعرض صبيحة أمس ثلاثة أعضاء من التنسيقية للإغماء جراء الجوع والعطش، من بينهم امرأة حامل، موضحين أن “المسؤولين الحكوميون لم يكلفوا أنفسهم إجراء حوار معنا لمعرفة ما يقع، وأرسلوا الأمن والوقاية المدنية، في انتظار الكارثة التي ستقع قريبا”. وكشفت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، في بلاغ سابق، أن المكفوفون البالغ عددهم 11 شخصا، اقتحموا المقر الثلاثاء الماضي، بعد الاعتداء على حارس الأمن الخاص الذي كان يؤمن دخول المواطنين إلى مقر الملحقة، بعد رشه بمواد سريعة الاشتعال، ثم توجهوا إلى الطابق الرابع من البناية واقتحموا بعض المكاتب، حاملين قنينة غاز صغيرة الحجم، ومواد سريعة الاشتعال قاموا برشها على الموظفين وتهديدهم بإشعال النيران. الاقتحام خلق حسب المصدر ذاته، حالة من الهلع والخوف في صفوف الموظفين، وصل إلى درجة حدوث حالات إغماء لبعض الموظفات، حيث اضطر جميع الموظفين والمرتفقين إلى إخلاء مقر الملحقة فورا حفاظا على أرواحهم وسلامتهم الجسدية من الأخطار التي قد يتسبب فيها أي تصرف غير محسوب العواقب. وأضاف المصدر ذاته، أن مصالح الوزارة قامت بإخطار جميع السلطات المختصة من أمن ووقاية مدنية وسلطات محلية، حيث حضروا جميعا على الفور للوقوف على حيثيات هذا الحادث، كما اتصلت بالمقتحمين من أجل مناشدتهم عدم تعريض أنفسهم للخطر، وكذا دعوتهم إلى الجلوس إلى طاولة الحوار حول مطالبهم لكنهم ظلوا لحد الآن يرفضون الاستجابة لهذه الدعوة. واعتبرت الوزارة اقتحام مقرها بهذه الطريقة سلوكا “غير مبرر”، خصوصا وأن بابها ظل مفتوحا في وجه جميع مجموعات الأشخاص في وضعية إعاقة من أجل التواصل والحوار، كان آخرها الاجتماع الذي عقدته الوزيرة مع ممثلي التنسيقية الوطنية للمكفوفين حاملي الشهادات نفسها يوم 19 فبراير المنصرم.