انتقلت عدوى الصراع القائم بين قيادات حزب الأصالة والمعاصرة إلى منظمة شبابه. التياران وصلت حدة الخلافات بينهما إلى مستوى غير مسبوق من العنف اللفظي، داخل المكتب السياسي لاسيما من التيار الذي يقوده العربي المحرشي مدفوعا بخشية تهميشه عقب صلح يناير الذي أبرم بين التيارات وأعاد هيكلة الصلاحيات داخل الحزب، وهي الحدة نفسها التي وصلت إلى داخل منظمة شبيبة الحزب. ففي اجتماع المجلس الوطني لمنظمة شباب “البام” الذي عقد أمس الجمعة بالرباط، سعى تيار المحرشي الرافض لاتفاق الصلح، إلى دفع المجلس الوطني لتأجيل تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لمنظمة شبيبة الحزب، في محاولة لاحتواء خصومه في الشبيبة. وتدخلت ابتسام عزاوي عضو المكتب السياسي والمحسوبة على تيار المحرشي، بصفتها ممثلة للأمين العام للحزب بالمجلس الوطني لشبيبته، واقترحت تأجيل تشكيل اللجنة التحضيرية وجعل دورة المجلس الوطني مفتوحة. غير أن أعضاء الشبيبة رفضوا مقترحها بشدة. ويقول مصدر حضر الاجتماع، “إن العزاوي ركنت إلى الصمت بعدما ووجهت بمعارضة كبيرة، لم تكن تتوقعها في غالب الظن”. وليس هذا ما حدث فقط، فقد حاولت خديجة الكور أيضا أن تأخذ كلمة لتعزيز موقف رفيقتها عزاوي، لكن أعضاء المجلس الوطني منعوها من ذلك بدعوى أنها لا تمتلك أي صفة لإلقاء كلمة أو توجيه الأعضاء. الكور تعد واحدة من أبرز وجوه تيار المحرشي. ومع ذلك، ولتجنب انفجار الوضع، لجأ أعضاء المجلس الوطني لمنظمة شباب البام، للتصويت في مسعى للحسم بين رأي تيار المحارشي ورأي تيار محمد الحموتي الذي يرأس المكتب الفدرالي. وحصل تيار المحارشي في نهاية المطاف على ثلاثة أصوات فحسب، وتم تبعا لذلك تشكيل اللجنة التحضيرية للإعداد للمؤتمر. حاضرون في هذا الاجتماع، قالوا إن ابتسام العزاوي خرجت في حال انفعال شديدة، وغادرت بالمرة أشغال المجلس الوطني.