“شباب ضد إعدام حدائق المندوبية”، وسم تحول من مجرد شعار على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى خرجة ثقافية وبيئية دعت إليها فعاليات سياسية وحقوقية، أول أمس الأحد بطنجة، ضد قرار إنشاء موقف تحت أرضي بالحديقة، حيث عبر العشرات عن رفضهم المساس بهذا الفضاء التاريخي. وقام المشاركون بتوقيع عريضة تطالب جماعة طنجة، بوقف إقبار هذه الحديقة التي تمثل جزءا من تاريخ طنجة، ووضعوا ملصقات تحسيسة على أشجار الحديقة، من قبيل “انقذوا حدائق طنجة”، “النقاوة والخضورة تمنع الهم والضرورة”. وكشف زكرياء أبو النجاة، عضو اللجنة المنظمة ل”اليوم 24″، أن هذه الحملة، جاءت في إطار برنامج، يشمل مستويين، الميداني عبر تنظيم هذه الخرجة البيئية والثقافية، والمؤسساتي، عبر مراسلة مجموعة من المؤسسات العمومية المعنية. من جانبه، أفاد الكاتب المحلي لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية بطنجة، محمد اللهواجي، أن الفرع تفاعل مع هذه المبادرة الشبابية، بهدف بلورة تحرك شبابي قادر على رفع التحدي لحماية المناطق الخضراء بالمدينة، في ظل التحولات التي تعرفها عاصمة البوغاز وما صاحبها من “تغول للوبيات العقار”. واستنكرت فاعلة عن جمعية المواطنة المسؤولة، ما أسمته جريمة في حق هذا الفضاء الذي يحتوي على مآثر تاريخية وأشجار نادرة، وأشارت أن طنجة في حاجة إلى متنفسات خضراء أكثر من الحاجة إلى مرآب السيارات. وصرح عبد الرحمان ساجي، عن الشبيبة الطليعة للموقع، أن غاية المبادرة هو الحفاظ على حدائق المندوبية التي تعكس هوية طنجة، في العهد الدولي. واعتبر تفويت هذه الأرض لشركة التدبير المفوض، سيكون على حساب المآثر التاريخية للمدينة، وبدل من ذلك، يجب المحافظة على ذاكرة طنجة. وحسب عمر الطرميني الكاتب المحلي لحزب الاستقلال فرع طنجةالمدينة، أن المبادرة تزامنت مع الدعوى التي أطلقتها الفعاليات الحقوقية والسياسية والجمعوية، استنكارا للهجمة التي تعرفها حدائقة المندوبية، خصوصا وأن الوعاء العقاري لهذا الفضاء محبس منذ حوالي 500 سنة، وهو ما شكل صدمة لساكنة طنجة. وأضاف “من موقعنا كحزب الاستقلال ندد بهذا السلوك من خلال بيان استنكاري، وطالبنا بأن يقوم ناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكشف عن موقفه من هذه العملية على اعتبار أن الأحباس هي المسؤولة الأولى”. وأفاد جمال العسري، فاعل سياسي ومدني، أن المدبرين للشأن المحلي للمدينة لا يكترثون للمآثر التاريخية بالمدينة، وحدائق المندوبية لها رمزية كبيرة في ذاكرة الطنجاويين، وبصفته فاعلا بمدينة طنجة، سيخوض أشكالا احتجاجية أخرى إلى غاية توقيف عملية إقبار هذا الفضاء التاريخي. وقالت شيماء الميموني طالبة بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي ” هذه المآثر تعود لحقبة قديمة من تاريخ المدينة،وط واليوم نطلب من المجلس البلدي وشركة التدبير المفوض، إيقاف مشروع بناء مرآب تحت أرضي للحفاظ على هذه المساحات الخضراء “.