وجد منعش عقاري ينحدر من مدينة فاس، كامل حريته في تحدي مقتضيات قانون التعمير المنظم للبناء، وضرب مواصفات تصميم التهيئة عرض الحائط، من خلال أشغال إصلاح بناية قديمة توجد في المدينة العتيقة بشفشاون، يعتزم تحويلها إلى فندق سياحي، إلا أنه تسبب في إلحاق أضرار كبيرة بالمباني المجاورة، بسبب توسعته في مساحة البناية وزيادة طوابق غير قانونية. واضطر أحد المستثمرين السياحيين في مدينة شفشاون، إلى مراسلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يدق أبوابه باعتباره رئيس الإدارة، من أجل وضع حد لما وصفها “تجاوزات” منعش عقاري، يسابق الزمن من أجل إتمام أشغال البناء المخالفة لرخصة الإصلاح المسلمة له من طرف البلدية. وأفاد صاحب وحدة فندقية في اتصال هاتفي مع “أخبار اليوم”، أنه لجأ إلى مراسلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بعدما لم تظهر الجهات المختصة محليا جدية تامة في وقف المنعش العقاري المخالف للقانون عند حده، وذلك بالرغم من الزيارة الميدانية التي قام بها عامل إقليمشفشاون محمد العلمي ودان، إلى عين المكان يوم الخميس 21 فبراير الماضي، واطلاعه على الأضرار التي تسبب فيها المنعش العقاري لغيره، والمتمثلة في ارتفاع البناية وتوسعة مساحتها عن القياس المسموح به في رخصة التعمير. وتفجرت هذه القضية، بحسب مصادرنا، عندما أقدم المنعش العقاري، شهر يوليوز الماضي، على توسعة مساحة البناية بثلاثة أمتار في العرض، وأربعة أمتار في الطول، وزيادة طابقين إضافيين على ما هو محدد في تصميم التهيئة للمدينة العتيقة لشفشاون، والمحدد في (R+2)، سفلي زائد طابقين، في حين أن مصلحة التعمير بالجماعة الحضرية سلمته رخصة إصلاح البناية القديمة مع إدخال تعديلات عليها، وليس رخصة البناء وإضافة طوابق جديدة. وأفادت مصادرنا، أنه سبق لقائد المنطقة أن تفاعل مع شكاوى الجيران الذين تضرروا من ارتفاع بناء المشروع الفندقي، بدعوى أن ارتفاعها العالي سيحجب التهوية وأشعة الشمس عن منازلهم، وقام بتحرير أربعة محاضر حول المخالفات القانونية، كعلو الطوابق، وتوسعة مساحة الشرفات، وإضافة طابقين، وسلم للمشتكى به قرار وقف التجاوزات المشار إليها، لكنه يواصل أشغال البناء إلى غاية اليوم غير آبه بتعرضات المواطنين والإدارة، على حد سواء. غير أن الأكثر إثارة في قضية هذا المنعش العقاري القادم من مدينة فاس، هو استغلاله بشكل سلبي راية العلم الوطني في حجب واجهة ورش البناء، حيث يقوم باستعمالها في ستر ما يرتكبه من تجاوزات البناء، والزيادات غير القانونية، حسب ما تظهره صور حية توصلت بها “أخبار اليوم”، ومع ذلك تضيف نفس المصادر، لم تتحرك السلطات لوقف هذا الاستهتار الذي يسيئ لأحد الرموز الوطنية. ويسود وسط المتضررين من تجاوزات المنعش العقاري استياء، بسبب عدم تدخل سلطات إقليمشفشاون لتطبيق القانون، حيث اكتفت السلطات بدعوة الطرف المشتكى به للتفاهم مع المتضررين.