في اليوم العالمي للمرأة، 8 مارس، الذي يصادف اليوم الجمعة، تفاوتت مظاهر تخليده، بين احتفالات حكومية، لتعداد الإنجازات التي حققها فريق سعد الدين العثماني للنساء المغربيات، وبين تنديد حقوقي بواقع النساء، ومطالب بانفراج في الوضع الاجتماعي، لتستفيد منه النساء والرجال، على حد سواء. رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اختار أن يخلد اليوم العالمي للمرأة في مقر رئاسة الحكومة، حيث اختار ان يخطب في موظفات إدارته، وقال إنه لن يتحدث عن إنجازات حكومته لصالح النساء على مستوى القوانين وإنجازات صندوق التكافل العائلي التي استهدفت النساء المطلقات، بل اختار أن يزف لموظفي إدارته خبر قرب التوصل إلى اتفاق حول جمعية للأعمال الاجتماعية طال انتظار خروجها إلى حيز الوجود، مؤكدا أن الاتفاق قد يبرم قبل نهاية شهر مارس الجاري. أغلب وزراء حكومة سعد الدين العثماني اختاروا تخليد اليوم العالمي للمرأة بطرق متشابهة، سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي اجتمع بنساء وزارته لشكرهن على مجهوداتهن، نزهة الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ومحمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني كذلك اجتمعوا بموظفاتهم، في لقاءات انتهت بأخذ صور مع الوزير وتوزيع ورود شكر. أنس الدكالي، وزير الصحة، اختار الاحتفاء اليوم الجمعة بثلة من الممرضات والقابلات من اللائي بصمن على مسارات مهنية من أجل حسن تنزيل المنظومة الصحية، مؤكدا على إسهاماتهن الرامية إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة لفائدة ساكنة هاته المناطق، لافتا إلى أن انتقاء المحتفى بهن من هذه المناطق يأتي لرفع الغبن الذي يطال العالم القروي، وتسليط الضوء على جهودهن المحمودة. وفي السياق ذاته، أبرز الدكالي أن اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة، يعد مناسبة للتنويه بالمغربيات عموما، ومن ضمنهن العاملات بوزارة الصحة، لاسيما من اللائي يزاولن مهامهن بالمناطق النائية والمعزولة، من خلال عملهن الرامي إلى تكريس الحق في الصحة لفائدة الأطفال والمسنين وإسهامهن في تحسين الخدمات الصحية، والذي يقتضي العرفان والإشادة، مشيرا إلى أدوار الممرضات والقابلات العاملات في العالم القروي، في ما يتصل بالتلقيح والتشخيص المبكر للأمراض المزمنة. على مستوى الأحزاب، في الوقت الذي خرجت فيه منظمات نساء أحزاب الأغلبية ببلاغات تثمين للمجهودات الحكومية في تحسين وضعية النساء، أصدرت منظمة المراة الاستقلالية التابعة لحزب الاستقلال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بلاغا غاضبا من السياسات الحكومية في هذا المجال، مسجلة “ضرب كل المكتسبات التي كانت بالأمس القريب تجعلنا في مصاف الدولة المتقدمة في تنزيل حقوق المرأة، محملة المسؤولية للحكومة والأحزاب السياسية والبرلمان إلى ما آلت إليه الأوضاع بالبلاد. وفي ذات السياق، أصدر القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان البيان الأكثر غضبا عن وضعية النساء في المغرب بمناسبة يومهن العالمي تحت عنوان “8مارس …وتستمر المعاناة”، اعتبرت فيه نساء الجماعة أن اليوم العالمي يحل اليوم “والعالم يسير بخطى متسارعة نحو تكريس واقع الانقسامات والفوارق التي تزداد اتساعا على إيقاع الحروب وويلات الفوضى الممنهجة”، معتبرات أن المغرب تحل فيه المناسبة العالمية اليومك وغالبية نساءه “يتجرعن مرارة القهر وذل الحكرة، واقع لم تفلح مساعي التبيض الدعائية في إخفاء انتكاساته وأعطابه، فجاءت العديد من التقارير الدولية والوطنية تعدد أوجه الأزمة”.