استعدادا للجولة الثانية من محادثات جنيف حول الصحراء المغربية، التي من المرتقب أن تتم، نهاية شهر مارس الجاري، اجتمع، اليوم الاثنين، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء “هورست كوهلر” مع انفصاليي “البوليساريو”. لقاء “كوهلر”، اليوم، بوفد “البوليساريو” كان قد سبق إعلانه، في إطار سلسلة لقاءات أحادية، نظمها المبعوث الأممي مع الأطراف المشاركة في المائدة المستديرة. ومن المقرر أن تعقد الجولة الجديدة من المائدة المستديرة، التي يحضرها المغرب، وجبهة البوليساريو، والجزائر، وموريتانيا، تحت رعاية الأممالمتحدة، قبل أن يناقش مجلس الأمن الدولي تطورات ملف الصحراء، في أبريل المقبل، وهو التاريخ، الذي يتزامن مع انتهاء فترة التمديد لبعثة المينورسو، المنتشرة في المنطقة، ويصدر قرارا جديدا ذي صلة بالقضية. يذكر أنه، على الرغم من تأكيده التزامه بحضور الجولة الثانية من محادثات جنيف حول الصحراء المغربية، إلى جانب باقي الأطراف، وجه المغرب، اتهامات جديدة إلى المسؤولين الجزائريين، وانفصاليي "البوليساريو"، بالضلوع في تحويل المساعدات الإنسانية المخصصة لمخيمات تندوف. وقال مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، في كلمته باسم المغرب، في الدورة 40 من مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن ساكنة الصحراء المغربية تتمتع بطفرة إنمائية، ومناخ الديمقراطية، إلا أن المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر يعانون، يوميا، من الإذلال، والحرمان من الحقوق الأساسية، وانتهاك حرياتهم. واعتبر المغرب أن محادثات جنيف، التي عرفت، للمرة الأولى، مشاركة الجزائر، خطوة مهمة في اتجاه إعادة إطلاق هذا المسلسل على أسس سليمة، وأن الإرادة السياسية، والانخراط الفعليين لكل الأطراف تبقى أساسية لإنجاح هذا المسلسل، مشددا في الوقت ذاته على أن "تشبث المغرب بالمسار الأممي، وانخراطه في الدينامية الجديدة يؤكد التزامه المسؤول، ودعمه للجهود المبذولة من طرف الأمين العام، ومبعوثه الشخصي بهدف الوصول إلى حل سياسي واقعي، وبراغماتي، ودائم، قوامه التوافق، في ظل الاحترام الكامل لسيادة المملكة، ووحدة ترابها".